في كل موجود ضياءٌ منير، والإنسان يكنز أنواراً ذات إشراقٍ جزيل، ففينا منبع ضوء وجذوة إشعاع جميل.
والحركات الناجحة والرسالات الصالحة هي التي تمكنت من إذكاء جذوة الأنوار في أعماق الناس، وإيقاد نفوسهم وأرواحهم وأفكارهم فأنجزوا ما ينفع الأجيال من الملاحم القيمية والأخلاقية والمادية ذات الشأن الكبير.
والمجتمعات المعاصرة تجتهد في تبديد عتمات القلوب والنفوس والرؤوس، وتزويد أبنائها بما ينير فيهم ويرشدهم إلى سواء الخطى والدرب المبين.
أما المجتمعات المتقهقرة فإنها تُمعن النظر في الباليات، وتحدّق في الحفر الظلماء، وتأبى أن ترنو إلى النجوم والقمر، أو أن تعترف بوجود الشمس في وضح النهار.
وكلما ضعفت الأمم والشعوب تحندس حاضرها وتداجى مستقبلها، وفقدت قدرات الرؤية والخطو الأمين، وتمحنت في ذاتها وموضوعها المستكين.
وفي كل أمة هناك مصابيح تضيئ تأبى الانطفاء، وبسببها تبقى وتتحدى وتكون قوية ومؤمنة بأنها ستشق صدر العتمة وتنبثق من جديد متلألأة الأضواء.
ولهذا فعليها أن تبحث عن مصابيحها التي فيها وتقبس منها نور وجودها العزيز لتكون وهّاجة ذات قيمة حضارية وأدوار إنسانية مشرقة غدّاقة بالعطاء الأصيل.
وفي أمتنا مصابيح لا تُحصى ولا تُعد، وعلينا أن نديم أنوارها ونحميها من الانطفاء.
فأنوار وجودنا التي فينا ستنتصر، والذين يحاولون حندستنا سيُقهرون.
فلا تخنسوا , ولا تقنطوا , واستثمروا بأنوار ما فيكم يا أولي الألباب!!
واقرأ أيضاً:
البشر والإنسان \ التشاؤمية عاهتنا!! \ الأقلام أدوات الكراسي\ إرادة العمل