اعتذر إليه: طلب قبول معذرته.
اعتذر إلى شعبه: تأسّف له وطلب منه الصَّفح والسّماح ورفع اللوم.
يسمى دكتاتور مستبد وطاغية لا يرحم، وهو شاب يحكم كوريا الشمالية، وبعيداً عما هوّ ومَن هو وآليات حكمه وغير ذلك، لكنه وحسب ما أوردته وسائل الإعلام يقف أمام شعبه باكياً معتذراً متأسفاً عما يعانونه ويلقي باللائمة على نفسه، ويعتذر منهم عما لحقهم من ضنك العيش ومشقة الأيام.
لكنه في ذات الوقت يعبّر عن قوة جبّارة وقدرات دفاعية كفوءة متحدية تؤكد الطاقات الوطنية العملاقة ذات السيادة والريادة المطلقة.
فهل وجدتم حاكماً عربياً واحداً اعتذر لشعبه وألقى باللائمة على نفسه سوى واحد فقط هو جمال عبد الناصر بعد حرب 1967.
هل اعتذر حاكم عربي واحد غيره ووقف أمام الشعب باكياً ومعترفاً بما قام به من سلوك كلفهم المرير.
حكامنا أنبياء معصومون، وإيّاكَ إيّاك أن تذكر أنهم ربما يخطئون!!
أوردونا الويلات والفواجع والخراب والدمار والقهر والحرمان والتشريد والظلم والامتهان، ويظهرون أمامك متأسدين متألهين، يتكلمون في فضاءات سرابية وبأحلام فنتازية، وهم في عمههم ورفاهيتهم ومفاسدهم سادرين.
وهذا إن دل على شيء فإن الدول بأخلاق حكوماتها، وإذا ذهبت الأخلاق فسدت الحياة واستهتر بالحكم السفهاء والجهلاء، فلا دين ينفع، ولا خطابات دجل وتضليل تمنع التداعي والتدهور والخسران.
فحكوماتنا وحكامنا بلا قيم ولا مبادئ ولا أخلاق، ويتبجحون بالدين وهم من أفسد الفاسدين، ومن ألد أعداء العباد والدين!!
فأين هم من قولهم "إنه مستبد عتيد عنيد"، وهو يعتذر وهم يتندرون؟!!
واقرأ أيضاً:
الشباب الواعد والأمل الوافد \ التآلف الوطني \ الحكومة والشعب