أبا الزّهْراءِ قدْ أعْدَدْتُ أمْري
لمَدْحِكَ والرِسالُ بِنا يَسْري
تَبارَكَ نورُكَ الفيّاضُ فيْنا
على الأجْيالِ دَفّاقاً ويَجْري
فقدْ أحْيا نِياماً دونَ ديْنٍ
وأوْقدَها بمَعْنى الرّوحِ تَدْري
مُحمّدْ مَنْبَعُ الإشْراقِ فيْها
وعَيْنُ وجودِنا الكُبْرى كبَدْرِ
مُحمّدْ صَوْتُ أكْوان بكوْنٍ
يؤانسها بإصْباحٍ وفَجْرِ
هوَ الإنْسانُ في أعْلى مَقامٍ
وعَرْشُ الرّوح في قِمَمٍ وفخْرِ
هوَ الأفياضُ مِنْ غَدَقِ المَعاني
ورَمْزُ النّونِ في أرْضٍ وبَحْرِ
بإلاّ قد تّواصى مُسْتعيناً
وإنَّ اللهَ في مَددٍ وأمْرِ
هوَ الحَقّ المُنيرُ على ثَراها
إذا شاءَتْ بها حَقاً لخَيْرِ
مُحمّدْ نورُ أنْوارٍ تَجَلتْ
وأرْسَتْ جَوْهَراً فسَمَتْ بقَدْرِ
نَبيًّ الله مَخْتومٌ بصَلّى
ومَنْ خَتمَ النّبوَةَ قَدْحُ فِكرِ
أبا شُهُبٍ من الأقْكار طافَتْ
على أمَمٍ تطامَتْ بَيْنَ خُسْرِ
فأحْياها وألهَمَها سُطوعاً
وأهَّلَها لساميَةٍ بسِفْرِ
هوَ الإنْسانُ في أبْهى قِوامٍ
رَسولُ مَحبّةٍ نادى بِبُشْرِ
حَبيْبُ الله نِبْراسُ البَرايا
لها نَبْضٌ وأفْئدةٌ بصَدْرِ
بحُبِّ المُصْطفى لهَجَتْ قلوبٌ
وتاقَتْ مِنْ توَهّجِها لجَمْرِ
أبا الزّهْراءِ أمّتُنا بعُسْرٍ
وإنّ الديْنَ مِنْ سَأمٍ كقَهْرِ
وبَعْضُ الديْنِ أعْداءٌ لبَعْضٍ
وبَعْضُ الديْنِ في وَجَع وكُفرِ
فأمٌّ في مَواضِعِها تردّتْ
وقومٌ مِنْ جَهالتِهمْ بغَدْرِ
إذا جَعلَ الزمانُ بها خَليْقاً
على ذاتٍ وجَوْهَرِها كضُرِ
فلا نَعْتبْ على نورٍ كنارٍ
لأنَّ النارَ مِنْ حَطَبٍ وشَرِّ
أبا الزّهراءِ عُذرا شَرْحُ حالٍ
يؤلّمُنا ويَدْحونا بجُحْرِ
فبَعدَ النّورِ أطْفأنا سَناها
وعُدْنا نَحوَ قاضِيةٍ بسُعْرِ
أرانا دونَ أنْوارٍ أفاضَتْ
وإنّا لا نُوافيَها بيُسْرِ
تَعَلمْنا الخُنوعَ بلا حَياءٍ
فَخُنّا كلَّ مُعْتَزٍ وكِبْرِ
ومِنّا مَنْ يُعاديْنا بفَخْرٍ
ويَجْهَرُ بالعَداوَةِ ابْنُ فُجْرِ
وقومٌ في تَقانُطِهمْ تواصَوْا
كأنَّ الصَمْتَ عُنوانٌ لحُرِّ
هيَ الدّنْيا كما شاءَتْ خُطاها
مُدجّجةٌ بأحْقادٍ وسَجْرِ
فهلْ مِنّا الذي أوْفى بعَهْدٍ
وأحْيا سُنّةًّ وَعَدَتْ بنَصْرِ؟؟
هوَ الله الذي فيْنا تَجلّى
ومَنْ عَرَفَ الإلهَ سَعى لذِكْرِ!!
تَعالى جَدُّكَ الأبْهى وَضِيْئاً
ودُمْتَ بها لنا مَدَداً بَعَصْرِ
نبيُّ سَماحَةٍ يا نورَ إلاّ
تَلأْلأَ فَجْرُها في كُنْهِ دُرِّ
وفاضَتْ مِنْ مَنابِعِها خِطاباً
يُقرّبُها لظافِرةٍ بأجْرِ
نَبيُّ اللهِ باعِثُنا لأعْلى
ومُنقِذنا ومَوْئِلنا كذُخْرِ
مَديْحُ الكوْنِ ما أوْفى رَسولاً
على خُلقٍ عَظيْمٍ مُسْتَدِرِّ!!
د-صادق السامرائي
30\10\2020
واقرأ أيضاً:
القلب والروح!! / عثرتُ بها!! / لبنان / النيل!! / يا رَسولَ الله عُذراً