الثورة: تغيير أساسي في الأوضاع القائمة بأنواعها يقوم به الشعب. فهل انتهى عصر الثورات التقليدية؟
سؤال يستوجب النظر في زمن صارت القوة فيه هي السلطان الأعتى لتطوُّرها وتوفر عناصرها الفتَّاكة التي لم تعرفها البشرية من قبل، وأصبح قتل البشر من أسهل وأسرع الأعمال التي تتحقق، وتجد لها ما يسوّغها ويزيدها تكراراً وبشاعة، ويقلل من ردود أفعال الناس تجاهها، فالبشر قد تم تخديره ونَزع أحاسيسه نحو الآخر فإ/انغمس في أنانيته المريرة.
الثورة بمفهومها التقليدي ربما فقدت دورها وتأثيرها أمام قدرات قمعها من قبل السلطات وما تحقق من تطورات وتقدنيات لإخمادها في جميع المجتمعات.
فالتظاهرات المتعارف عليها لن تبدل الأوضاع، فهناك العديد من الأساليب لاحتوائها وتبديدها وفقاً للقوانين المعمول بها في بلادها، خصوصاً في المجتمعات الخالية من قيمة ودور الدستور والقانون، إذ يمكن تفريق أي مظاهرة وتدميرها من داخلها وتحويلها إلى نشاط إرهابي وعدواني يستوجب العقاب.
والأمثلة على هكذا تفاعلات كثيرة ومتراكمة وذات خسائر فادحة ومريرة، مما يعني أن عصر الثورات التقليدية قد انتهى، فالبشرية تعيش مرحلة غير مسبوقة ذات تقنيات تواصلية متنوعة بها يمكنها أن تتفاعل وتبني تيَّاراً فكرياً وثقافياً قادراً على التغيير وتحقيق الإرادة الجمعية.
أي أن الثورة الحقيقية التي ستأتي بنتائحها المرجوة هي الثورة الفكرية الثقافية التنويرية التي تقي الإنسان من آفات الضلال والبهتان والخداع والمتاجرات المَقِيتة المؤثرة في الحياة.
فهل لنا أن نحقق ثورتنا الثقافية والفكرية بإعمال العقول وتفعيلها؟!
د-صادق السامرائي
18\11\2020
واقرأ أيضاً:
الانزعاجية / الأقدام والأقلام والأفهام / القوى الإقليمية الغاشمة