تكنولوجيا مرسال الحمض الريبيولقاح ثاني ضد كوفيد -١٩ وافقت إدارة الطعام والأدوية الامريكية اليوم على استعمال لقاح ثاني للوقاية من كوفيد -١٩ والمعروف باسم مودرنا Moderna اسم الشركة التي مقرها في كمبردة شمال شرق الولايات المتحدة مشتق من التكنولوجيا الوحيدة التي تختص فيها وهي استعمال ساعي بريد الحمض الريبي المعروف بمرسال الحمض الريبي Messenger RNA، عمر الشركة تسعة أعوام وهذا أول دواء ينزل الأسواق باسمها. معظم ما ستجهزه الشركة سيذهب إلى أمريكا.
في عام ١٩٧٥ ولدت تكنولوجيا الأجسام المضادة الوحيدة النسيلة Monoclonal Antibodies بفضل ميلشتاين وكولر، ومنذ ذلك الوقت وهذه الأجسام المضادة توغلت في جميع الأبحاث الطبية المختبرية والعلاجية، ويتم استعمالها في علاج الربو لأمراض المناعة الذاتية والأورام. منذ التسعينيات وهناك أكثر من سبعين عقاراً يستند على أجسام مضادة وحيدة النسيلة تم الترخيص باستعماله. ولكن مشكلة هذه الاكتشاف العظيم هو تصنيعه وتكاليفه وبسبب ذلك توجهت البحوث نحو اكتشاف وسيلة أخرى لنقل وإنتاج الأجسام المضادة داخل الخلية. بعبارة أخرى إنتاج الأجسام المضادة من قبل الجسم نفسه وبصورة طبيعية. منذ بداية الألفية الثالثة ظهرت بحوث العقاقير القائمة على استعمال مرسال الحمض الريبي، ولكن معظمها إلى الآن في مجال الوقاية والتلقيح، وربما أول استعمال واسع لها هو في الوقاية من فيروس كورونا. بعبارة أخرى إن العلم كان مستعداً لمواجهة هذا الفيروس على عكس ما يتصوره البعض.
هذه التكنولوجيا سليمة، ولا علاقة لها بما يتم نشره من قبل الغلاة والجهلة بأن مرسال الحمض الريبي يؤثر على نواة الخلية وعلى الد.ن.ا DNA. مهمة المرسال واحدة لا غير نقل الرسالة التى تحتوي على شفرة العدو إلى الخلية لإنتاج أجسام مضادة المرض. هذه الوسيلة طبيعية جداً وربما أكثر سلامة من إرسال الأجسام المضادة المصنعة الوحيدة النسيلة. المخطط أدناه يوضح لك ما هو هذا المرسال والذي لديه وظيفة واحدة فقط وهي نقل رسالة الشفرة وبعدها ينتهي عمره. هذا ما لا يفقهه الجهلاء الذين يتحدثون عن خطورة هذه التكنلوجيا التي هي بالعكس تكنولوجيا تستند على طريقة طبيعية.
مرسال الحمض الريبي أشبه بمظروف يحتوي على رسالة وتتخلص من المظروف وتقرأ الرسالة. فعالية اللقاح الثاني الجديد تقارب فعالية اللقاح الأول، ولكن فائدته هو حفظه في درجة حرارة أعلى بكثير. جرعته ١٠٠ مغم يتم حقنها ثانية بعد ٢٨ يوماً. ربما لن نراه كثيراً خارج أمريكا لفترة طويلة.
واقرأ أيضاً:
الصدمات وفيروس كورونا / الصحة العقلية وكورونا