الفاتح من شوال بتوقيت غزة
إخوة العرب والإسلام:
- في الوقت الذي يحتفل به المسلمون في كل أنحاء العالم بعيد الفطر السعيد أجلس أنا قبالة شاشة التلفاز لأنقل لكم صورة اليوم الأول من عيد الفطر في غزة المحاصرة
- سأخبركم عن أولئك الذين يصومون في الأرض ويفطرون في الجنة وسأخبركم عن العيد الذي لم نحتفل به كباقي البشر لأن العيد لدينا امتزج بدموع الفراق وأشلاء الأحباء.
- عملت آلة الحرب الإسرائيلية المجنونة منذ ثلاثة أيام سابقة على تدمير كل كائن على الأرض من بشر وشجر وحتى الجماد ولم تستثني من نيرانها طفلا ولا شيخا ولا امرأة وقامت بتدمير كلي للعديد من الأبراج السكنية وتشريد ساكنيها في العراء بدون مأوى.
- تخيل أن يتصل عليك صوت أجنبي غريب يخبرك بأن تقوم بإخلاء منزلك خلال ثلاثة دقائق فقط وفي أحسن الأحوال خمسة دقائق, ثم يحيل منزلك وأحلامك ومستقبلك إلى ركام وقد تتناثر أشلاء أحبائك في كل مكان. وتخيل أن يكون أول ما تسمعه بدل تكبيرات العيد صوت صراخ الأطفال في منزلك والمنازل المجاورة التي تهتز من وقع الصواريخ الغاشمة.
- الناس في غزة أيها السادة والسيدات يعيشون في وضع نفسي مركب – من جهة هم بشر يخافون ويتألمون لفراق الأحبة ويودعون شهدائهم بكل دموع وحسرة وهم ليسوا بخير, ومن جهة أخرى يدعمهم وعد الله ورسوله أنهم حراس أرض الأنبياء في رباط إلى يوم الدين ولن يضرهم من خذلهم.
- أشاهد شاشة التلفاز الآن لأقرأ آخر الأخبار بأن عدد الشهداء أصبح مائة شهيد ومناشدات لسيارات الإسعاف والدفاع المدني بالتوجه إلى منازل يتم قصفها وتدميرها على رؤوس ساكنيها دون سابق وفي الأجواء صوت قصف قد يكون أصاب منزلا جديدا وأحرق قلوبا أخرى.
- التاسعة بتوقيت غزة - فلسطين المحتلة يظهر أمامي خبر عاجل وهو العثور على جثة طفلة شهيدة تحت أنقاض منزل عائلتها التي قصفته طائرات الاحتلال الإسرائيلي دون سابق إنذار.
- هذا هو نصيبنا أن تكون أعيادنا أعياد الدم والشهادة.
- الله المستعان ونسألكم الدعاء.
سائدة الغصين
- غزة المحاصرة الجريحة .
واقرأ أيضًا:
نماء ما بعد الصدمة / غزة تدخل التاريخ من حيث يخرجون / حماس الآن أولى بالدعم نعم حماس