قتلونا بقَميصٍ كاذِبِ
وبِنَا الأيّامُ بيْتُ الخائِبِ
مُنذ عُثمانٍ رؤاهمْ أوْغَلتْ
بِخِداعٍ وبأمْرٍ سالِبِ
بَعْثَرُونا، مَزّقُونا عُنْوَةً
أوْصَلونا للحَضيضِ الواقِبِ
زَنْدَقُونا، كَفَّرُونا إنّهُمْ
ضِدُّ ديْنٍ كالعَدُوِّ الواثِبِ
وبِدِينٍ اسْتَباحوا حُرْمَةً
وحُقوقًا في الزَمانِ الكارِبِ
فأدانوا كلَّ دينٍ قَيِّمٍ
وأشاحوا عَنْ صِراطٍ لاحِبِ
وإذا الرَبّ هَوَاهمْ والمُنَى
وبها الخلقُ غَنيمُ الغَالبِ
وعلى الدُنيا وِشَاحٌ أسْودٌ
يَمنعُ الألوانَ حَقَّ الوَاجبِ
والفتاوى في بلادٍ إرْتَقَتْ
فوقَ شَرْعٍ وكِتابٍ صائِبِ
إنّهمْ قالوا وأَمْرٌ قوْلهمْ
والبَرايا رَهْنُ مَسْعَى الطالِبِ
لا تَلُمْ نَفْساً تمَادَتْ واشْتَهَتْ
وَلَها الأَقوامُ عَبْدُ الحَاطِبِ
كلّما دارَتْ تَنامَى غِلُّها
وتَساقَتْ مِنْ حَميْمٍ ناكِبِ
يا إلهي كيفَ تَرْعَى ظُلْمَها
وتَدَعْها في الضَّلالِ الرَّاكِبِ
أُمّة الإسلامِ في قيدِ الضَنى
استغاثتْ مِنْ شديدٍ دَائِبِ
وتنادَتْ لسَماءٍ فوْقَها
واسْتعانتْ بدُعاءِ اللَّائِبِ
وَطنٌ يَشْقَى وشَعْبٌ حائِرٌ
وقِوَى الشَرِّ بشرٍّ سائِبِ
مِحْنةٌ تَطغَى وشَعْبٌ مُنْهَكٌ
وبلادٌ بشِبَاكِ الرَّاغِبِ
أَزْرَتِ الدُنيا وجاءَتْ كُرْبَةً
وتَوَاصَتْ بالمُبيدِ الضَّارِبِ
وإذا الإنسانُ رَقْمٌ زَائِدٌ
سَوْفَ يُمْحَى بِمَشِيئِ اللاّعِبِ
يا زَمانًا مِنْ آثيمٍ سائدٍ
يتنَشّى بالوَجيعِ الوَاصِبِ
هلْ فقدنا خُلْقَا في بَيْتِنا
وانْتهينا كَقَطِيعٍ نادِبِ
سِرُّ ما فينا بِجَوْرٍ قائمٍ
وكذا النفسُ بِفِعْلٍ عَارِبِ
إنَّنا إنَّا وإنّا كُلّنا
وإناءُ الخلقِ كَنْزُ الحاجِبِ
وعلى الدنيا سلامٌ وَادِعٌ
وبها الأرضُ وعاءُ الغاصِبِ
مِنْ تُرابٍ لتُرابٍ حَدْوُها
وكذا آسَتْ خِتامَ الذَّاهِبِ
فلماذا بقميصٍ تُجْتَبَى
وفناءٍ كَرَصِيدٍ لَازِبِ؟
إنَّها نَفْسٌ أَسَاءَتْ فِعْلَها
وتمَادَتْ بالسُّلوكِ الرَّائِبِ
د-صادق السامرائي
30\2\2021
واقرأ أيضاً:
أُمَّتِي / أَرَى / إمحوتب / هيباتِيا! / أمّة العِلم!!