المَجْدُ المُنْطَوي!!
مَجْدُنا يُطوى فتُطوى ذاتُنا
وكذا الأعْداءُ طمَّتْ سِفرَنا
بعدَ ماضٍ مُسْتَضيءٍ باهرٍ
هَلْ تَرانا نَتعاطى خُسْرَنا؟
إنَّنا قَوْمُ عُقولٍ أوْجَدَتْ
فيْضَ أنْوارٍ أذاعَتْ ذِكْرَنا
لا تَقلْ ضِعْنا وتَنْسى دَورَنا
سَوْفَ نَرقى وسَيَحْيا فِعْلنا
أمّة الأمْجادِ يا روحَ الوَرى
بَعْضُها الأجيالُ أدْمَتْ قلبَنا
اسْتدارَتْ بنفورٍ غاضِبٍ
عَنْ تليدٍ يَتَشاكى بَيْنَنا
أوْهَموها بضَلالٍ جائرٍ
قَطَّعوا أصْلاً وداموا ضُدَّنا
أمَّة الأسْمى وعَرْشٌ فَوْقَها
وبها إلاّ أنارَتْ دَرْبَنا
روحُها تبقى ويَفنى طامِعٌ
وعَدوٌّ مُسْتهينٌ جَمْعَنا
قالها التأريْخُ دوماً وانْتهى
أمّة الفرقانِ أثرَتْ عِزَّنا
لا تلمْ دَهْراً شديداً قاهِراً
رَغْمَهُ الأيّامُ أعْلتْ رايَنا
قلْ لأجْيالٍ تَخابَتْ وانْزَوَتْ
إنَّنا نَرقى ويُمْحى جَهْلُنا
هَجْمَةُ السوءِ فسادٌ ديْنُها
ما أصابَتْ حينَ سُلطانِ الضَنى
فتَعالوا نَحْوَ رأيٍّ واحِدٍ
واسْتعيدوا ما احْتواهُ أصْلُنا
شانئٌ منها تَوارى خاسِراً
وجليلٌ يَتَباهى حَوْلَنا
إنَّها أمّ صُيودٍ نُطّسٍ
تَتَزاهى بمَجيدٍ حَفَّنا
ما تَخابى ساطعٌ في أرْضِها
فَثراها لعَظيمٍ شَدّنا
أمّةٌ دامَتْ وشعْبٌ صامِدٌ
ولها نَحْيا وتَبقى أمُّنا
خانَها بَعْضٌ وكلٌّ إبْنُها
وعَلاها سامِقٌ مِنْ شعْبِنا
جَوْهَرُ التوْحيدِ نبْضٌ خالدٌ
ومَنارٌ لانْطِلاقٍ قادَنا
بكِتابٍ وبضادٍ فِكرُنا
وتُراثٍ بنفيسٍ مَدَّنا
فارْشفوا قطرَ وجودٍ رائِقٍ
وأَجيْدوا بأثيلٍ يُحْيِنا
وبحَبْلِ الخيْرِ هيّا اعْتصِموا
فليُسرٍ لا لعُسْرٍ خَطوّنا
أيّها الإنْسانُ أنْتَ نبْضُها
فابْتَكِرْ فيها وحَقِقْ سُؤلَنا
فبنا تَرقى ودَوْماً عاصَرَتْ
وازْدَهتْ مَجْداً مَهيْباً عَزَّنا
كمْ أتاها طامِعٌ مُسْتأسِدٌ
فتنادَتْ وتناخَتْ فانْثنى
بخِيانٍ واتْباعٍ غادِرٍ
جَلبوا شَراً وحَيْفاً نَحْوَنا
صَمَدَتْ تأبى انْكِساراً قاصِماً
وزَهَتْ جَذلى بفَوْزٍ عَمَّنا
إنَّها إنّا وإنّا كلّها
ولنا أحْيَتْ وأغنَتْ وعْيَنا!!
واقرأ أيضاً:
شاعر الجندول!! / الشعوب العجينة!! / العسكرة السلوكية!!