المَواحِقُ!!
نُوَقّى مِنْ مَواحِقِها بداءٍ
عَصوفٍ مِنْ أعاجيبِ الوَباءِ
فأمْرُ حَياتنا أدْنى لخَتْمٍ
بما مَلكتْ أساطينُ البلاءِ
فقلْ تبّاً لأوْبئَةٍ وشرٍّ
يُبادلنا أفانينَ العَداءِ
هيَ الدنيا إذا سَمَقتْ تَداعَتْ
إلى سُفُلٍ بميْدان الشَناءِ
فوَيْلٌ من ضَراوتِها بخَلقٍ
إذا هبَّتْ أعاصيرُ الفناءِ
تَعدّدَ فتكها رُغمَ اقْتِدارٍ
وكلّ قديْرةٍ نحوَ ابْتداءِ
تَسابقَ شرُّها والخَيْرُ يُزرى
بزاويةٍ لها بُدَعُ انْتهاءِ
دمارُ وجودِها فاقَ اتْساعاً
ومَحْكومٌ بمانعةِ ارْتخاءِ
فطيْشُ خليقها رَهنٌ بآلٍ
تقيِّدهُ الدوافعُ بالرَجاءِ
فلا عقلٌ بها يَحيا بعِلمٍ
كأنّ اللبَّ في مِحَنِ الخَواءِ
تقوّى كلّ مَجنونٍ بنارٍ
إذا انطلقتْ تواصتْ بالهَباءِ
بَراقِشها على نَفسٍ سَتجني
ونفسٌ ذاتُ أعوانٍ تُرائي
تُخادِعُنا المَساوئ والخَطايا
وتأخُذُنا لمُذكيةِ العَناءِ
وتَجْرُفنا بتيارِ احْترانٍ
وتُلقينا على جرفِ انْزِواءِ
وتَطوينا بقارعةِ المَنايا
وتَأكُلنا بأفواهِ الثواءِ
تُبَصِّرُنا ويُعمينا هَوانا
وتَخْطِفُ روحَنا ريحُ السَواءِ
تَشاورَ عاقلٌ ورأى ببُقلٍ
ونفسُ المَرءِ مَنّانُ ابْتلاءِ
وإنَّ الأرضَ قد تَفنى بفَردٍ
تملّكَ ذرّةً ذاتَ اعْتداءِ
أبابيلٌ مُفلقةٌ ستُرْمى
على أمَمٍ مُعَزّزة البناءِ
تُداهِمُها وإنْ بَعُدَتْ حِماها
وتُرْعِبها بقاضيةِ اصْطلاءِ
سيُمْحى ما بنَتْ أجْيالُ شَعْبٍ
ويَلتَحِفُ المُعمَّرُ بالدِماءِ
أعاجيْبٌ بدُنْيانا تلاحَتْ
تُشاركها النوازعُ بالولاءِ
فهلْ نَبقى على وَجَعٍ ونَحيا
وهَلْ صَدَحَتْ بمَقدور القضاءِ؟!!
واقرأ أيضاً:
كش مات الخيال!! / سلوك الانتحار!! / فكروا بمصالحكم يا عرب!!