تَرامى هامِداً فوقَ التُرابِ
وفي رَعَشٍ مَضى نحوَ الغيابِ
هَوى غَفِلاً وقدْ أذْكى مَصيراً
وأفْنى رحلةً برَحى انْجِذابِ
تَصَدّى خاطفاً أحْلامَ طيْرٍ
زجاجُ الغَيْبِ في أهُبِ السَرابِ
هيَ الدُنيا مُعَلقةٌ بخَيْطٍ
تَواهى قبلَ واعِدَةِ الإيابِ
بأفْئِدةٍ لها أنياطُ فِعْلٍ
تُجَزِّعُها عَقابيلُ الخَيابِ
فكُلُّ رَزيْئةٍ تُطوى بقلبٍ
فتأكلُ قوةً بضَرى احْتِرابِ
عَوالمُها مُشنَّئةٌ بويْلٍ
تُعَزّزهُ النواكِبُ بالخَرابِ
ومِنْ وَجَعٍ إلى حالٍ نَكيدٍ
عَصافيرُ المَطامِعِ كالغُرابِ
تَطيرُ بلا جَناحٍ في فَضاءٍ
ويَصْدِمُها التفاعلُ بالعِقابِ
صِراعاتٌ بها أممٌ تَلاحَتْ
وأفنَتْ عُمْرَها دونَ اكْتِسابِ
كعُصْفورٍ تَعامى عَن زجاجٍ
فكانَ مَصيرهُ خَتمَ الكِتابِ
مُعللتي جِراحُ الكَونِ صارتْ
كأنَّ نَجيعَها أدَمُ اضْطرابِ
مَلأنا كأسَ مَوْجَدةٍ بسوءٍ
ففاضَ الدَمعُ مِن ثقُبِ الحِجابِ
تَسامى في مَواجِعِها بُخاراً
فحَلَّقَ هائماَ مثلَ السَحابِ
تَسيرُ بنا مَواكِبُها بثُكلٍ
وتَدْحونا بواعِيَةِ الجَوابِ
وما كشفَتْ لنا سِراً وأمْراً
فتُهنا بينَ غاويةِ انْتكابِ
على أفقٍ من الويلاتِ نَسْعى
وما جِسْنا مَصدّاتَ العَذابِ
كأنَّ دموعَنا حبّاتُ جَمْرٍ
مُعتّقةً بأوْعيَةِ اكْتِئابِ
رَشفْنا قطرَ أوْجاعٍ مُحَلّى
بسُلاّفٍ مِنَ العَجَبِ العُجابِ
وعِشنا تُسْقِنا صَهْباءُ قَهْرٍ
مُمَوّهةً بأنواعِ الشَرابِ
سُكارى في مَواطِننا وإنّا
تُسَعِّرُنا النوازعُ بالرِيابِ
وواحِدُنا إذا سَقطتْ قناعٌ
يُقاتلنا كمذؤوبِ الذئابِ
فهلْ يُدرى بما كَسَبَتْ يَدانا
وما فَعَلتْ بطاقاتِ الشبابِ؟
تمَهّلْ حاديَ الرَحْلِ المُفَدّى
فإنّ الخَطوَ مِنهاجُ اسْتِلابِ
ونَبْضُ القلبِ صَدّاحٌ بأمْرٍ
يُخبِّرنا عَنِ الوَطنِ المُصابِ!!
واقرأ أيضاً:
فكروا بمصالحكم يا عرب!! / المَواحِقُ!! / المجتمعات تنجب العلماء!!