رِثاءٌ يا زَميلي مِنْ هُلوعِ
ومِنْ ألمٍ تَنامى في الضُلوعِ
ذَكرتُكَ يومَ كُنا في رياضٍ
تُداعِبُنا نِداءاتُ الذيوعِ
ومِنْ دَرْسٍ إلى دَرْسٍ ذَهَبْنا
نُنازلُ مُبْهماً بينَ الجُموعِ
تَدارَسْنا بمَكْتبةٍ ونُزلٍ
وأفْنينا شَباباً بالقروعِ
هيَ الدُنيا تُعللنا بوَهْمٍ
وتُلقينا على جُرْفٍ جَزوعِ
وتُطعِمُنا مِنَ الآهاتِ راحاً
وتَدفَعُنا لأوْهِدَةِ النزوعِ
رَفَعْنا رأسَ أحْلامٍ بعَزْمٍ
وكُدْنا بأسَ راعيَةِ الرُكوعِ
وإنْ خَبَأتْ بها نيرانُ وَجْدٍ
توَّقِدُها مَجاميعُ الشموعِ
رَجَمْنا كلّ صَدّاحٍ بفِكْرٍ
بأحْجيَةٍ مُعَطِّلةِ القنوعِ
وكُنّا في مَحافِلها هُيامى
بأشْعارٍ مؤجّجَةِ الوُلوعِ
لنسرينٍ وهيفاءٍ عَشِقْنا
ووادعَةٍ بأحْضانِ النِصوعِ
وحينَ توافَقتْ نَبَضاتُ حُبٍّ
تَواصى ما جَنَيْنا بالهُجوعِ
ومِنْ أفُقٍ إلى أفُقٍ تَداعَتْ
مَشاعِرُنا بأرْوقةِ الرجوعِ
فما شَفَعَتْ بها أشْلاءُ كُنّا
ولا نَسَجَتْ لنا بَعضَ الدُروعِ
تَرَنَّمْ شاعرُ الأيّامِ إنّا
كهادلةٍ على ساجي الفُروعِ
عَبَقنا من عَواصِفها أريْجاً
وذبْنا في تَراتيلِ السُجوعِ
أيُحْلبُ تَيْسها والضِرعُ يُنْسى
وإنَّ حَليبَها نَضْحُ الفزوعِ
تَساقاهُ الثَرى ومَضى عَليلاً
يُخاطبُنا بصَمْتٍ من خُروعِ
خَوافِقُنا تَوَجُّدُها اضْطرامٌ
يُؤازرُهُ التَشوّقُ بالهُروعِ
إذا الأبدانُ تُدْحى في تُرابٍ
فما بَذرَتْ سَيَبْقى بالربوعِ
بها الأمواتُ تَحْيا في قبورٍ
وأحْياءٌ كباليَةِ الجِذوعِ
مَلأنا كأسَ دُنيانا بوَهْمٍ
يُبشِّرنا بخادعَةِ الطلوعِ
تشنّجَ وَجْهُنا والعَينُ تُدْمى
وتُسْقى مِنْ ينابيعِ الدُموعِ
توافدَتِ المَنايا والأرضُ ثكلى
مُضَرَّجةٌ بمَنزوفِ النُجوعِ
وكُنّا بعدَ مُحْتَرَبٍ مُريبٍ
كحائرةٍ بغيْهبها اللذوعِ
وسِرْنا نَحْوَ طالعةٍ بغَمٍّ
ودمْنا في مُطاردةِ الوجوعِ
نُخيِّبُ حَيَّنا فيَنالُ سوءاً
وفي مَوْتٍ نُداعي بالشفوعِ
إذا بَصَرَتْ فؤادَ الصَبِّ ظبياً
تَعنّتْ مِنْ تَباريحِ الطُموعِ
حَقائبُنا كتذْكرةِ اغْتنامٍ
وَهبْناها لأرْصِفَةِ الشروعِ
مَحَطّاتُ الوجودِ بلا دليلٍ
سَننزلُها بمَرْغومِ القلوعِ!!
واقرأ أيضاً:
الحياة غرغرة!! / المذيعون واللغة!! / الأمم بقادتها!!