تبدأ الصدمة غالبا بموقف أو حدث, وما حدث لهذ الشاب كان في غاية الصدمة, هذا الشاب يدرس الطب في مصر وعاد إلى غزة يحلم بلقاء والده ولكن نتيجة الظروف الأمنية لم يستطع فودع الابن والده شهيدا على أمل أن يكون اللقاء في الجنة .انظروا إلى ملامحه جيدا هذ الذي سيقوم بمداواة كل الناس ولن يجد لجراحه طبيبا .
ثم انتقل بكم يا سادة لأحدثكم عن طفلة جميلة كانت تلهو في فناء منزلهم , تحاول أن تعيش حياتها في بقعة منسية من العالم , وفجأة تحولت حياتها إلى عالم آخر نتيجة صاروخ حاقد غادر سلب منها طفولتها وحرية الحركة واللعب.
الطفلة الجريحة "رهف" تقول لكم أن ساقيها ويدها سبقتها إلى الجنة وإلى الله المشتكى.
قبل شهرين تقريبا تمت خطوبة الشاب "اسماعيل الدويك" إلى الشابة "عبير حرب" كلاهما كانا يخططان معا لبناء عش الزوجية تحوطه أحلامهم الوردية ولكن العقلية المتعطشة للدماء حولتهم وحلمهم الوردي إلى كابوس دموي أسود حين استشهد اسماعيل وأمه في قصف صهيوني وتحولت شقة الزوجية إلى ركام ودمار
وأما أصعب القصص التي أدمت فؤاد أهل غزة فهي قصة الشاب الشهيد "خليل أبو حامدة" الذي يبلغ من العمر 17 سنة وهو وحيد والديه لا أخ له ظلا أخت , خليل قبل فترة احتفل بتخرج والدته في الجامعة حيث درست والدته التمريض لتتمكن من تحقيق حلمها بالعمل من أجل بناء شقة لابنها وتفرح بزواجه وتكبر وسط أحفاده وهم يلهون حولها ولكن الله شاء أن يختاره في عليين ليكون خليل عريس في الجنة
والدة "خليل" تحتضن ملابسه وتسألنا جميعا: مين بكرة بده يدخل علي البيت يسأل وينك يما؟؟ مين بكرة بده يتصل علي يسألني إيش أجيبلك معي من برة يا حجة؟؟
الأب الجريح يودع ابنه الشهيد
ربما تكون هذه العبارة هى الأكثر اختصارا لكمية الألم والفقد المرعب في هذه الصورة حيث أن الجريح الأب "إياد حسونة" يقوم بتوديع ابنه الشهيد "محمد" بعد استهداف منزلهم في رفح