جَمالُ القوْلِ أو صَمْتٌ جَميلُ
وإنَّ الصِدْقَ ما بَقيَتْ قَصيلُ
*
سُكوتُ المَرءِ عَسْجَدُها المُنقّى
فَهَلْ غَنِمَتْ بها قالٌ وقيلٌ
*
وحُسْنُ القوْلِ مَفْروضٌ عَلينا
فلا تَنْطقْ بما جَلبَ الغَليلُ
*
تُداهِمُنا الغَواشمُ حينَ نَصْحو
ويُنْهكنا التَغارُضُ والعَضيلُ
*
وكمْ شَنِئتْ مَواطنَنا بقَهْرٍ
يُدبِّرُهُ المُداهِنُ والدَخيلُ
*
إذا انْتَشَرتْ مَساوؤها بقَوْمٍ
أتاها فاحِشٌ عَرِمٌ ثقيلُ
*
ومِنْ خُلُقٍ تَساقى مُرْتَقاها
ومِنْ سَفَهٍ إذا انْزَلقتْ تَكيلُ
*
خَصائلُ أمَّةٍ مِنْ نَسْلِ إلاّ
يُعَضِّدُها التواصلُ والجَليلُ
*
فمَنْ رَكِبَ الغِوايةَ في بلادٍ
تَناهَبَهُ المُؤثَّمُ والغَفيلُ
*
فَسادُ وجودِنا مِنْ فِعْلِ حَيْفٍ
وإذْلالٍ يُسوِّغُهُ المُعيْلُ
*
بُراقُ المَجْدِ مَقرونٌ بنورٍ
تَنثُ شُعاعَهُ روحٌ أصيلُ
*
فما وَصَلتْ لعَلياءٍ جُسومٌ
إذا الأرْواحُ يَعلوها الخَشيلُ
*
مُعَللتي بأمْجادٍ توارَتْ
نَواكبُها بأجْيالٍ دَليلُ
*
فما عِشنا كما وجَبَتْ رؤانا
وقد تُهنا وأعْيانا العَويلُ
*
تقيّدنا الخطايا والبَلايا
وتَنهرُنا عَقابيلٌ تَديلُ
*
ونفسٌ فوقَ عَقلٍ اسْتدامَتْ
وعَقلُ مَسيرِنا فيها عَطيلُ
*
ومِنْ عَثَرٍ إلى عَثَرٍ خُطانا
فعَمَّ ربوعَنا عَمَلٌ خَطيلُ
*
بها أمَمٌ إلى العَلياءِ سارَتْ
وأمّتُنا لغابرها تَميلُ
*
كأنَّ الدينَ عُدوانٌ عَليْها
وأنّ شعوبَها فيها النزيلُ
*
إلى خُلقٍ وقوْلٍ مُسْتَطابٍ
إذا عادَتْ يُباركُها الرَسيلُ
*
كما كانَتْ بأيّامِ ائْتلاقٍ
سَنَحْدوها ويرفدُنا الأثيلُ
*
كلامُ وجودِها نَمّامُ فِعْلٍ
فكيفَ القولُ مِنْ بُهْتٍ سَليلُ؟
*
فَصُنْ فِعْلاً بواثبةِ ارْتقاءٍ
وكنْ أمَلاً يُكللهُ النبيلُ
*
على أفقٍ مِنَ الخَيْباتِ سارَتْ
مَواكبُ أمَّةٍ فَطغى الضَئيلُ
*
بنا الأيّامُ تَحْيا في ذُراها
مُفاخِرَةً يُعانِقُها النَخيلُ
*
بلادُ العُرْبِ يا وطنَ المَعالي
تتيِّمُنا وإنْ دامَ الرَحيلُ
*
مَلأنا رِحْلةَ الدنيا ضَجيْجاً
ومِنْ هَلعٍ تولاّنا الذليلُ
*
بكاءُ القومِ ديْدَنُهمْ بعَصْرٍ
يُحَرّكهُ المُتاجرُ والوكيلُ
*
غَنائمُهمْ برَزّاقٍ كَريْمٍ
تَسلُطهمْ يُباركهُ القبيلُ
*
فلا تَعْتبْ على وَهَنٍ وفُحْشٍ
لأنَّ الدينَ في بلدٍ سَبيلُ
*
قويٌّ في مَواطِنها أميرٌ
وإنَّ ضَعيفَها فيها الكَليلُ
*
واقرأ أيضاً:
أقلامنا مدادها السراب!! / التنفير من الإسلام!! / الهدف المقتول بعناصره!!