الدول تنتحر مثلما الأفراد ينتحرون!!
الدول تنجز انتحارها بقادتها الذين يأخذونها إلى سقر، وكم من الدول انتحرت لسذاجة قادتها وغفلتهم، وتوهمهم بأن الآخرين يريدون الخير لهم، فيتبعون ويخنعون، وينفذون أجندات الطامعين بهم والمتخذينهم وسائلَ لتحقيق مآربهم.
وما يجري في العالم من صراعات حامية، تنتحر فيها دولة ارتضت أن تكون ميدانا للدمار والخراب، ليتمكن الآخرون من الوصول إلى أهدافهم، فتراهم يمدونها بما لا يخطر على بال من الأسلحة والأعتدة، وتبدو كالنائمة أو السكرانة، المتوهمة بأن مَن يزودها بالسلاح والمال يريد لها الخير ويؤمّن مصالحها، وهي تحت أهوال الدمار والخراب الفظيع.
والعجيب في قادة الدول المنتحرة، أنهم يتمحنون في سلوكهم الخسراني، وتسيطر عليهم أوهام القوة والانتصار، التي تشحنهم بها ماكنة الأحلام الدعائية المتوافقة مع غرائزهم وما فيهم، وقد شرّحتهم نفسيا، وتفاعلت معهم بآليات سلوكية للقضاء عليهم، ومحق وجودهم بعد أن تنتهي أدوارهم كما حصل لبعض قادة دول المنطقة، الذين نحروا أنفسهم وشعوبهم على صخرة أوهامهم التي غذتها أضاليل المفترسين لهم، وتلك عاهة سلوكية متكررة عبر العصور!!
وسلوك الانتحار يؤدي إلى متوالية هندسية فجائعية ذات تداعيات متنامية، وتأثيرات خسرانية هائلة، يتحقق تعزيز استلطافها والقبول بها، والتعايش المأساوي معها، وفقا لآليات يأتي في مقدمتها استخدام الدين لتسويغها وتبرير مآلاتها العسيرة.
والتعافي من نوازع انتحار أي دولة ووطن يتمثل بالتمكن من الإتيان بقيادة وطنية رشيدة، ذات مهارات سياسية تحافظ بموجبها على مصالح البلاد والعباد، وتحمي السيادة من التبعية والهوان.
فهل من قيادات تعز بها الأوطان؟!!
اقرأ أيضاً:
الحاضرون أعداؤنا والغائبون قادتنا!! / العدوان على العرب!!