العلاقة ما بين القوى الأرضية غابية الطباع والتوجهات، ومحكومة بقانون القوي يأكل الضعيف، الذي يسرى فوق التراب منذ الأزل.
تلك طبيعة التفاعلات الحاصلة بين الأمم والشعوب، والتي تأخذها دوما إلى ميادين الحروب، والعدوانية على بعضها، أينما توفرت الفرصة لذلك.
وهذا السلوك ينسحب على علاقة الكراسي ببعضها في المجتمعات التي يغيب فيها الدستور والقانون، وتتمكن الإرادة الفردية والحزبية والفئوية وغيرها.
والأمثلة على العلاقة الغابية بين الدول كثيرة ومتوالية، فيما شهدته أوربا من تفاعلات دامية على مدى قرون، وما جرى في القرن العشرين من حروب وصراعات لا تزال قائمة.
وما يدور اليوم في الواقع الأرضي لا يشذ عن هذا المسار, الذي ربما سيأخذ الدنيا إلى حرب حتمية لا خلاص منها، فالمحاور اللازمة لها تتشكل وتنطلق نحو غاياتها وأهدافها.
ويبدو أن الوقت قد حان لسقوط قوى كبيرة ونهوض قوى أخرى لتتسيد لفترة ما حتى تتآكل وتتهاوى، وهذا ديدن إرادة الدوران.
فالعالم قد تعوّد على هيمنة قوة واحدة إلى حين، ثم تأتي قوى أخرى وتزيحها وتهيمن لفترة ما ثم تُزاح، وهكذا دواليك.
وما هو قائم في الدنيا يشذ عن طبائع الأمور ومعطيات التأريخ البشري، الذي تتحكم بمسيرته طاقات التغيرات والتبدلات، وقوانين الحركة المنبثقة من الدوران.
فلا ثابت ولا جامد فوق التراب، والحركة هي العنوان، وبالحركة تتأكد مسيرة البشرية، وتجري بموجبها من كان إلى يكون، ولا خيار أمامها سوى التفاعل الحركي والارتهان بنكون وقيمة الإنسان!!
اقرأ أيضاً:
الدول والانتحار!! / أكلَ الضوءُ الورق!!