الأشياء المتحركة يتحرك ما فيها، ومنها الأرض الدائبة الدوران، وبموجب ذلك فأنها موجود يتحرك ما فيه.
كما أنها تقبض على نار متأججة، فقلبها سقر، وبسبب النيران اللهابة، فأنها تولد ضغطا هائلا يدفع إلى مزيد من الحركة الداخلية، وهذا الضغط يؤدي لانبثاقات هائلة في المناطق الرخوة وتسمى بالبراكين، التي تنفث حمم النيران.
والأرض ثلاثة أرباعها ماء ومعظم ما يتفجر فيها يكون تحت سطح المياه، وربع نشاطاتها تظهر على اليابسة.
والأرض موجود مرتعش مرعوب في الكون الفسيح، وارتعاشها الدائم أقل من أربعة درجات على مقياس رختر فلا نستشعره، وعندما يتجاوز ذلك نشعر به، وبتزايد درجاته تظهر آثاره كزلازل ذات أضرار متنوعة.
ولا تستثنى بقعة أرضية من الحركة والارتعاش، فالهزات تتواصل، وشدتها تتباين، ووفقا لذلك تمضي في دورانها، فربما تكون نظرية زحزحة القارات صائبة، لأن الانفجارات الداخلية في قلب الأرض تسببت بتباعد أجزائها وحلول الماء فيها.
والحقيقة أن الأرض بحركتها تأكل ما عليها وتعيد تصنيع ما فيها، وكأنها تسأم من الثبات وتميل للتجدد المتواصل، فما دامت تتحرك فعليها أن تغير وتتغير.
وللأرض سلوكها وطبائعها، وعندما يتدخل الإنسان في جغرافيتها ويعيق مساراتها، ويحاول تشويه منحدراتها وإيقاعات الاهتزازات الجارية على ظهرها، فأنه يؤهلها للانتقام وإعادة ترتيب كيانها، وفقا لما يساهم بديمومتها والحفاظ على سلامة الحياة في وعائها الحاضن.
والأرض ذات توازنات دقيقة لا تقبل التفاعلات المغفلة، وأي محاولة جاهلة للنيل من معادلاتها الحركية وتفاعلاتها المائية والنارية، سينجم عنه ما لا يخطر على بال من الاستجابات الجيولوجية الرامية إلى إعادة التوازن وتأمين الاطمئنان الكوني.
فالأرض كائن قلق على مصيره، وموسوس بالحفاظ على دورانه السليم الذي يدرأ الأهوال عنه.
فهل نعرف أمنا الآرض، أم أن جهلنا بها سيدفعها إلى التخلص منا؟!!
اقرأ أيضاً:
انتقام الأرض منا!! / قيمة الإنسان ونظام الحكم!!