يَقظةُ الروحِ ونورُ الفِكرةِ
زمنٌ بانَ بحَجْمِ اللحْظةِ
*
مَن أنا فيها وهلْ فيها أنا
يا وَجيعَ القلبِ عندَ الصَحْوةِ
*
وسَراباً بينَ طيّاتِ الرؤى
هلْ وأدْناها بتُرْبِ الغَفلةِ؟
*
دامَتِ الدنيا شِراعاً تائِهاً
يَتماهى بمَصيرِ المَوْجةِ
*
هكذا نحنُ أتينا نحْوَها
ولبثنا بخيامِ الوَمْضَةِ
*
لا تقلْ عِشنا ولكنْ إنّنا
برَحاها كجَريشِ الحَبَّةِ
*
طحَنتنا , خَبَزَتْنا نارُها
أكَلتنا بوعاءِ الآفةِ
*
مِنْ ترابٍ لترابٍ سِفْرُها
وكذا فحْوى خِتامِ القِصَةِ
*
يا أريباً قد تَسامى وارْتقى
وتَهاوى في كهوفِ الشِدّةِ
*
أمْعَنَ الفِكرُ بحالٍ أوْردَتْ
كلُّ شيءٍ لحَضيضِ النقطةِ
*
ما لنا فيها خيارٌ صائِبٌ
كمْ أصابَتْ بسلاحِ القُدْرةِ
*
ضعفاءٌ بؤساءٌ كلنا
وابْتلينا بادِّعاءِ القوةِ
*
مثلُ خلقٍ يتبارى فَوْقَها
نَجْتَنيها بمَعيلِ الكُثرةِ
*
آيةُ المَخلوقِ مَرهونٌ بها
وأسيرٌ بقيودِ الدَوْرَةِ
*
طفحَ الكَيْلُ وما كالتْ لنا
غيرَ حَيْفٍ مِنْ بَلاءِ السَطوَةِ
*
إنّها أمٌّ رَؤومٌ أرْضَعَتْ
وحشَ غَدرٍ آدميَ الطلعَةِ
*
نهْرُها الأجْيالُ دفّاقُ الهَوى
وبهِ الخَلقُ بحَجمِ القَطرةِ
*
فلماذا بصُراخٍ بَدْؤها
وخِتامٌ بظلامِ الحُفرَةِ
*
سألتْ روحٌ وطاشتْ لبّها
وتهاوَتْ كطريحِ الصَرْعَةِ
*
أيّها المَوْتُ العزومُ المُفتدى
عندكَ الآنامُ أشْهى الأكلةِ
*
كمْ طُمِرْنا برَغيبٍ لاهِبٍ
وانْتَهيْنا لرَصيْفِ الرِحْلةِ!!
اقرأ أيضاً:
كتاب سيبويه!! / نحن والكتاب!! / أمة الروح!!