سؤال ربما ذوي التخصص لديهم الجواب الشافي عليه، فالجرائم تتكرر بوتيرة متصاعدة، وعقب كل جريمة يتم التركيز على الدافع، لأنه الأساس والمحور الذي ترتكز عليه دواعي السلامة والأمان، ومن الصعب استيعاب هذا التفاعل مع الجرائم البشعة التي يتساقط فيها العشرات من الأبرياء.
بل تجد المسؤولين وغيرهم من أصحاب القرار يجتهدون في إيجاد التبريرات للمجرم والوصول إلى تبرأته، ما دام الدافع فرديا، وغالبا ما يحاولون الوصول إلى أنه غير مسؤول على جريمته لأسباب عقلية أو نفسية.
الجرائم تتكرر والتصريحات بأنواعها تبحث عن الدافع، فهو الغاية والمطلب، وما أن ينكشف الدافع حتى تصبح الجريمة نسيا منسيا، فكيف يتم فهم ما يجري ويتحقق في المجتمعات المعاصرة من اقترابات تبدو غير موضوعية، وربما يمكن وصفها بالمتطرفة.
والجرائم متواصلة ومرتكبوها لديهم دوافعهم المصرح بها والخفية، لكنهم لا ينتمون إلى ما يثير الشك بأن الدافع غير ما يُرام ويُتصوّر.
السلوك الإجرامي عمل خطير على المجتمعات أن تواجهه بآليات وقدرات تمنع تكراره وتطوره مهما كان دافعه ومنطلقه، فالجريمة سلوك مرفوض ويجب أن تواجه بعقوبات صارمة لا رأفة فيها، مهما حاولنا أن نجد الأعذار والتسويغات، فالذي يقتل العشرات من الأبرياء لأي دافع كان لا بد من إيقاع القصاص العادل عليه، لا أن نمضي الوقت لتبرير عدم عقوبته والتوهم بأن الدافع ما قال وذكر.
فالدوافع البشرية لا تنتهي، لكن الجريمة جريمة، أي أن الدوافع تتعدد والإجرام إجرام لا غير، فلماذا الدافع يخفف من عقوبة المجرم، أو يمنحه المبررات الكفيلة بتخفيفها، وتأهيل الآخرين للقيام بأفظع من جريمته، ما دام الدافع كامن فيهم وليس من غيرهم.
فهل أن العالم قد بلغ مرتبة الجنون، وهل أن الإجرام سيسود وينتصر على القانون؟!!
اقرأ أيضاً:
المعتز بالله!! / أموال مهدورة وعقول مكدورة!!