أجدادنا أجرأ منا في التحدي والمواجهة، والغيرة على الحق مهما كان الثمن.
ولإغفال الدور الإنساني الحضاري لأجدادنا، تحقق نشر "أن الأمة تقتل أعلامها"، وهي فرية يُراد يها الحط من دور الأجيال وتأثيرهم في صناعة الحياة.
فأجدادنا واجهوا أنظمة الحكم الطاغية، برغم معرفتهم بمآلات مواقفهم، لكنهم ترجموا مبادءهم وأعلنوا ثباتهم ومجابهتهم للباطل، ولو امتلك ذروة الجبروت.
والأمثلة في التأريخ كثيرة لكنها تُقرأ بعيون أخرى!!
ابن مسرة، ابن رشد، السهروردي، ابن السكيت، الرازي، ابن سينا، والأفذاذ الذين تصدوا لمحنة خلق القرآن بإيمان وثبات، وما أكثرهم، وهذا غيض من فيض عرمرم.
أجدادنا يتحدون ونحن نطأطأ الرؤوس ولا نقول شيئا، وندين بالسمع والطاعة!!
فقهاء، علماء، أدباء، شعراء، واجهوا السلطات وقدموا حياتهم في سبيل مواقفهم، وما نعرفه أن الأمة تقتل أعلامها، بينما أعلام الأمة قاتلوا وناضلوا وجاهدوا في سبيل إعلاء كلمة الحق.
إنه التحدي وليس الخنوع!!
الأمة تجسدت بالتحدي، وأول من تحدى واستنهضها، نبيها الذي تحدى الكفر والطغيان والأوثان، وزعزع أركان مجتمع تسوده قيم يرفضها وتصورات ينكرها.
فالإسلام دين تحدي، وثورة ضد الظلم والفقر والجوع والتمييز بين الناس، إنه دين العدالة والرحمة والأخوة الإنسانية، ولابد للعارفين بالدين أن يرفعوا رايات التحدي ضد العدوان السافر على جوهر الدين باسم الدين.
ويمكن القول أن أسلوب النيل من إرادة الأمة بهذه الطريقة، غايته أن تعيش الأجيال في مآزق انكسارية وتفاعلات انهزامية، تؤهلها لاستلطاف الافتراس والاستلاب للحقوق، واعتبار القهر حالة عادية، والمقاساة من الإيمان، وهذا أفك مبين.
فهل لنا أن نتحدى ونسجل مواقف حضارية تلهم الأجيال؟!!
اقرأ أيضاً:
الهولاكية!! / أمة ضد نفسها!!