الأسل: كل ما رقّ وحدّ من الحديد من سيف أو سكين أو سنان، الرمح والنَّبل
عبارة تنطبق على ما يدور في واقع بعض المجتمعات التي يترنم المتسلطون عليها بالكلام المعسول وقعلهم طعن في الصدور، وإجهاز على الحضور.
والتناقض بين القول والعمل ظاهرة متعارف عليها في المجتمعات المنكوبة بقادتها، والبعض يسميها نفاقا، أو غير ذلك، لكنها من نوازع النفس الأمّارة بالسوء ونشاطات العقل، الذي يعبر عن قدرات الخداع والتضليل، والنيل من الآخرين بالخطاب المراوغ المشين.
ويبرز بممارسة وترجمة السلوك الغاشم العديد من الممتطين للمنابر، وهم يحثون الناس بأقوالهم على ما لا يفعلونه بأعمالهم، فيريدونهم اتباع ما يقولون لا ما يفعلون.
وهذا الأسلوب التواصلي مبعث الفساد والتدمير الذاتي والموضوعي، وإشاعة الريبة والشك بين الناس وخصوصا في ميادين السلطة والمناصب السياسية، الداعية لمزيد من الخراب والدمار والسرقات الفتاكة.
وكما قال أبو الأسود الدؤلي: "لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ... ولا سراة إذا جهالهم سادوا"!!
سراة كل شيء: أعلاه، وتأتي بمعنى قادة.
الكلام يجب أن يخبرنا عن إتمام عمل وإنجاز هدف، لا أن بعللنا بالأوهام، ويسقينا من السراب .
والمشكلة المعاصرة الكبرى، أن الكذب ساد والصدق تحت الرماد، ولكي تضلل وتكيد عليك بالكذب المعاد، فسيتحول إلى صدق ويكون للأحرار بالمرصاد، فالغاية أن تتمرس بمهارات صناعة القطيع الراتع الخانع في حظائر الويلات.
فاطعمني عسلا واغرز في صدري أسلا.
وتلك إرادة المفترسين، وأعوانهم المبرمجين، المغفلين
واقرأ أيضاً:
النظرية والتعتيق!! / شُبّهَ لهم!!