من أخطر السلوكيات التي أودت بحياة جوهر الأديان والعقائد بأنواعها، هي التأويلات التي يأتي بها مَن توهم بأنه يعرف.
وفي الإسلام يبدو ذلك واضحا في كتب التفاسير العديدة، بموسوعاتها الضخمة.
فالجاهل يسأل والمتوهم بالمعرفة يجيب، ومع دوران الزمان وتوالي العصور، أصبح ركام التأويلات لا يستوعبه خيال، حتى ضاع الدين وغاب جوهره، وصرنا نمارس دينا ضد دين.
تتوارد عبر وسائل التواصل التأويلات المكتوبة والمسموعة، وهي وجهات نظر لا أكثر، ويبدو أن أصحابها يريدون فرضها على الآخرين.
وإذا كان الحال كذلك فكل مَن يقرأ ويكتب يمكنه أن يؤول كما يمليه عليه فهمه.
الدين واضح بسيط والتأويلات عسّرته، وستنفِّر الأجيال من دين تعدد وتشعب بلا فائدة للحياة.
والمشكلة أن العمائم المغفلة جعلت تأويلاتها الخائبة فتاوى على الناس أن تلتزم بها، فازدحمت رفوف الفتاوى المشرعنة، وهي رغبوية، شأنها كالقوانين التي تحمي الأقوياء من الآخرين.
فهل وجدتم قانونا ينطبق على غير الآخرين؟
وكذلك الفتاوى المعبّرة عن تأويل، تحمي الذي أفتى بها، ولن تجدوا فتوى لا تخدم مصلحة قائلها، وتعبّر عن رغباته بأنواعها، ما خفي منها وما ظهر.
فالتأويل تجارة مربحة، وينجم عنه فرق وجماعات وعصابات مسلحة وغير مسلحة، تسعى باسم الدين لتعزيز رغباتها، وتأمين إرادتها الغريزية، فيصبح ما ترغب فيه حلالا، وما يتعارض معها حراما، وتلك مصيبة أي دين، فكلها سواء، ومرّت بتبدلات تمكن فيها تجار الدين من الاستحواذ على مصير العباد، وامتهانهم وتضليلهم وإيقاعهم في حبائلهم ومنطلقاتهم السادية!!
فهل من عقل رشيد؟
واقرأ أيضاً:
الوجوه والفساد!! / الأرض والكثرة البشرية!!