تصمل: تصلب
الحياة نهر يجري بسرعة يحددها إيقاع دوران الأرض حول نفسها والشمس، والقرون تتبادل المواقع، وكل قرن مولود من رحم سابقه وما استجد فيه وتفاعل وتطور.
وفي الربع الأول من كل قرن تتصارع قوى ما مضى مع قوى وقدرات ما سيأتي، وما يريد التعبير عنه القرن الجديد، وهذه الحالة التصارعية ظاهرة اليوم بوضوح ساطع، والبشرية تعاني من تداعياتها.
فما يحصل في الدنيا أن عقليات القرن السابق لا تزال متوهمة بأنها صالحة للقرن الجديد، فمعظم برلمانات الدول الديمقراطية فيها أشخاص من إنتاج القرن العشرين، ويحملون رؤاه وتصوراته، ويتوهمون بأنهم على طريق قويم، مما تسبب بأزمات ربما ستأخذ البشرية إلى صراعات فادحة الأضرار، كما يحصل في الربع الأول من كل قرن.
فالمحنة الحقيقية والمغفولة أن أصحاب السلطة والقرار في معظم دول العالم وكأنها متصلمة، فهي ميتة في حقيقتها لكن مظهرها يوحي بأنها لا تزال على صلة بالحياة، رغم توقف حركتها وفقدان مرونتها وقابليتها على التواصل الحيوي مع محيطها، وتزحف نحو التواري بالتراب.
ويبدو أن عامل الزمن هو القادر على إخراج البشرية من محنتها المصيرية، فالزمن تيار جارف، يأبى التراكم في مستنقعات تتعفن فيها الموجودات وتتصارع من أجل البقاء.
وما دام نهر الحياة لا يتوقف عن الجريان، فالصبر هو السلاح اللازم لمواجهة معضلة التفاعلات الشرسة بين المحاربين القدامى في البرلمانات وكراسي السلطات، وبين الصاعدين إلى قمرة القيادة الجديدة لسفينة الحياة الأرضية التي تداهمها الأمواج.
فهل وجدتم من أعاد الحياة لبدن متصمل؟!!
أيها الجاثمون على صدر القرن الحادي والعشرين، دعوا الأزهار تتفتح ويفوح عطرها!!!
واقرأ أيضاً:
دول مَضحكة!! / صور أعلام الحضارة!!