الباء تاج شر أوجدت مفردة بشر في اللغة العربية، وهي ذات معاني سلوكية ودلالات نفسية عميقة، وفاعلة في الحياة المحتدمة التصارع فوق التراب.
الباء قناع!!
الحقيقة أن البشر ينطلق وفقا لآليات الشر ومعطياته بأنواعها، فهو يهذبها لكي تكون صالحة لتحقيق مآربه، ويمكنه أن يغلفها بما يشاء من الأقنعة التي يستخلصها مما يسميه قيما ومثلا ودينا، وغيرها من الحالات التي يمكنه أن يخادع بها ويضلل.
البشر أناني رغبوي منغلق على ما يتلذذ به ويؤمّن كينونته الممعنة بما تريد، والغارقة فيما تملكه ويتأجج فيها من التطلعات النهمية البهيمية المواصفات.
البشر لا يشعر بالبشر الآخر ولديه ميل شديد للتعالي والتناكر، وتبرير ما يحصل للآخر بعيدا عن نفسه وذاته وموضوعه، فيتهمه ويرى أن ما يعانيه من استحقاقاته وقد باء بسوئه، فعليه أن يبتعد عنه ويتجنبه، ويكون منغمسا بذاته وغارقا في شئونه، ولهذا فأن مناهج الأنانية والذاتية تتحكم بالوجود البشري وتتسيد عليه.
فهل وجدتم جماعة تشعر بغيرها؟
وهل وجدتم دولة تشعر بدولة أحرى؟
إنها الأنانية المقيتة والذاتية المتعاظمة والقوة المفرطة التي تتسيد السلوك البشري، ولا فرق بين سلوك القوة مهما كانت درجاتها، وأخلاق الكراسي واحدة منذ الأزل، ولا جديد في أمر التفاعل البشري سوى تطور آليات التضليل والخداع، وإنتاج الأقنعة بالجملة والمفرد وبكميات هائلة، لم تعهدها البشرية من قبل.
فلا تقل أشعر بغيري بل أنا أنا!!
وتلك طبيعة بشرية مريرة فأين المفر؟!!
واقرأ أيضاً:
صور أعلام الحضارة!! / التصمل السلوكي!!