منذ أقدم الأزمان لاحظ البشر أن التغييرات المناخية تتسبب له بأمراض، وما يصيبه في الشتاء غير ما يصيبه قي الصيف، وبما أن بقاع الأرض متنوعة فالحالات التي تتحقق فيها تتنوع كذلك.
والأرض حاضنة كونية، ومثلها ربما الآلاف أو الملايين من الحواضن في كوننا الشاسع.
الحاضنة تعني توفر الشروط المناسبة لحياة المخلوق الذي تختضنه، والأرض فيها ما لا يحصى من المخلوقات، وعليها أن توفر الظروف اللازمة لمعيشتها.
ومن قوانينها التعايش ما بين مخلوقاتها المرئية واللامرئية!!
والمخلوقات اللامرئية تفوق بأنواعها وأعدادها المخلوقات المرئية، والحيوان اللامرئي عدو المرئي، لأنه إذا هاجمه أو توطنه فسيقضي عليه.
وفي كل مخلوق مرئي أعداد من الكائنات اللامرئية التي تعتاش فيه وعليه، وفي موازنة مع غيرها من الكائنات اللامرئية، وأي اضطراب أو خلل بالتوازن القائم بينها، يتسبب بأمراض للمستضيف، وهو الكائن المرئي.
فأعداء الكائن المرئي في داخله، وفي مجابه متوازنة تمنع استبدادها وتسيدها على المستضيف.
وهذه الحالة تنطبق على الكيان الحاضن الأكبر وهو الأرض، فالكائنات اللامرئية تسعى على ظهرها وأكثرها في حالة كمون وإحجام عن النشاط، لأنها محكومة بكائنات منافسة لها تردعها من الانفلات لأسباب عديدة ومنها الظروف البيئية.
وما دامت المخلوقات المرئية وفي مقدمتها البشر، أخذت تعبث في الأرض وتتسبب بزعزعة موازين احتضانها لمخلوقاتها، فالعديد من الكائنات اللامرئية الكامنة، ستنطلق أو ستنفلت وتهاجم المخلوقات المرئية.
وهذا يعني أن الأرض معرضة لموجات لا تنتهي من الأوبئة الشرسة المنبثقة من كوامنها.
وعليه فوباء الكورونا لن يكون الأخير، وربما البداية لسلسلة وبائية متزايدة الخطورة على المخلوقات المرئية بأجمعها وفي مقدمتها البشر!!
فهل لنا أن نعيد للأرض توازنها الاحتضاني ونفهم سلوكها؟!!
واقرأ أيضاً:
التصمل السلوكي!! / هل يشعر البشر بالبشر؟!!