بينَ يَديْـكِ!
(1)
ماذا يَحدُثُ بينَ يَـديْكِ؟!
مالي أقـعُـدُ كالمَجْذوبِ أحَـدِّقُ في كَفَّـيْكِ!
ماذا يـحْـدُثُ لي؟؟
لو أني أبْحَـثُ عنْ بَصَماتٍ كنتُ نسيتُ لـديْكِ!
أو أشعارٍ دَوَّنْـتُ عليْكِ!
كنتُ رضيتُ! ولكني
لا أبْـحَثُ عنْ بصماتٍ أو أشعارٍ!!
بلْ أبْـحَثُ "فيما يبدو!" يا سيدتي عَـنِّي!!!!
كيفَ أنا يحـدُثُ أني:
أسْتجْديني منْ كَـفَّيْـكِ؟؟
(2)
ماذا يـحدُثُ بينَ يـديْـكِ؟
مالي أفرَحُ كالأطفالِ وقدْ
أتقَـنْتُ العِقْـدَ الرابِعَ منْ عمري؟
مالي أنتَظـرُ الحَلْوَى! والأنْجُـمَ بينَ يـديْكِ!؟
مالي حينَ أحَـدِّقُ في أيَّةِ ظُفْرِ:
أتَخَيَّـلُ ألوانَ الطَّيْفِ بِعِزِّ الظُّهْرِ!
قَـوْسٌ قُـزَحِيٌّ يا سيدتي
يرقُـدُ كالتاجِ على الظُّفْرِ!
ليسَتْ أصْـباغًا! لا أنـتِ:
لَـوَّنْـتِ.... ولا "مَنْـكَرْتِ"!
لكنَّ المطَرَ الشُّتْوِيَّ الصائمَ فيكِ وفيَّ/
يجوعُ ولا ندري؟؟!!
(3)
ماذا يحدُثُ بينَ يـديْكِ؟
كيفَ أفَرِّطُ في تاريخِ/
صباحاتِ الموتِ المَـذبوحَةِ بينَ يـديْـكِ!!؟؟
كيفَ أسامِحُ في أنهارِ/
العَرَقِ المسفوحِ على رِجليْكِ
كيفَ أسامِحُ فيَّ وأستجْدي! منْ حَضْرَةِ كفَّـيْـكِ!
(4)
مالي أصبِحُ مسكينًا أسْـتَجْـدي!!؟؟
وأنا منْ عَلَّـمْتُ يديْـكَ اللمْسَ/
وغَيَّـرْتُ البصماتِ بكَفَّـيْكِ!
وأنا عَلَّمْتُ دماءَهُما: النومَ معَ الورْدِ!
وأنا حَدَّدْتُ مكانَهُما: ما بينَ الركْبَةِ والزِّنـدِ!
وأنا حَدَّدْتُ مصِيرَهُما في "القبلِ" وفي"البَعْـدِ"!
وأنا منْ لَولاهُ تَحَـوَّلتا أخْـشَنَ منْ وَرَقِ البَرْدي!
مالي بينَ يَديْكِ أنا أسْتَجْدي!
(5)
لا تحْـتدِّي! فيـداكِ ولا أنكِرُ! لا تحتـدِّي!
أجمـَلُ ما خلقَ الـلـهُ منَ الأيْـدي
لكنَّ الحادِثَ بينَهُما يا سيدتي:
يجْعَـلُني أحْـتَدُّ على الـلـهِ!/
فـــكـــيْــــفَ !!!؟؟ وحـالي يَسْتَجْـدي!
(6)
ماذا يحدُثُ بينَ يـديْكِ؟
هلْ يَتَّفِقانِ عليَّ فلا أمْلُـكُ إلا ما يُقْضَى!
هلْ يَعْـتَذرانِ إليَّ فلا أملُـكُ إلا أنْ أرضَى!
ماذا يفعَلُهُ الإصبَعُ فيَّ أنا أتَمَـرَّغُ في الفوْضَى!
هلْ هذا مسٌّ يا سيدتي؟
أمْ صُنْعُ الإصْبَعِ في كفيكِ؟
ماذا يَمْـلُكُهُ الإصبَعُ فيَّ/
وهلْ يُصبِحُ منْ نِعَمِ الـلـهِ عليَّ/
الحشْرُ معَ المَرْضَى؟؟!!
ماذا يحـدُثُ لي بينَ يـديْـكِ؟
(7)
لا تحـتدِّي!
فيـداكِ هما أكملُ ما خلقَ اللهُ منَ الأيْدي!
لكنَّ الحادثَ بينهما يا سيدتي
يجعَلُني أحتَـدُّ على الـلـهِ/
فقدْ قَدَّرَ: أنَّ الواقِفَ بينَهُما
لا يَملُـكُ إلا أنْ يَسْتَجْـدي!
طاووس "طواويس بالأبيض والأسود"
7,34 مساء الثلاثاء 4/1/1999
واقرأ أيضاً:
كانَ وكانتْ! / القوَّةُ في مدُنِ الضَّعفِ!! / الأحمَرُ والأخضَرُ! / يا وَجْهَنا!