مجتمعاتنا مقيّدة بثلاثة سلاىسل موضوعة في أعناقها وتقودها إلى جحيمات الثبور.
أولا: التأريخ
التأريخ ليس زاوية للازواء والاندحار، إنه مسلة تفاعلات الأجيال، عليها تدوّن أحداثها وتجاربها، ومنها تتعلم وتستفيد لتتقدم وتكون.
وما يحصل في ديارنا أن التأريخ أصبح مأوانا ومغارة وجودنا، التي عزلتنا عن إرادة العصر الذي تعيش فيه.
ثانيا: الدين
الدين سلطان قاهر لوجودنا، والأجيال ربما لا ترى دينا في الدنيا سوى الإسلام، بينما لدى البشرية 4000 دين وبعض الإحصاءات تشير إلى 4300، وأكثرها تعمل بما تؤمن به أفضل من المسلمين.
لكن الدين تحول عندنا إلى سلطة قاهرة للعقل، ووسيلة للتصارعات والتفاعلات السلبية الدامية بين أبناء الدين الواحد.
ثالثا: الأموات
لا يوجد مجتمع تتحكم به الأموات مثلما يحصل في مجتمعنا، فأمواتنا أحياء وأحياؤنا أموات، فعندنا نزعة غامرة لتقديس وتأليه الأموات وإضفاء ما نتخيله عليهم، فنخرجهم من آدميتهم ونحيلهم إلى موجودات ضوئية لا مثيل لها ولن تتكرر، فيتحولون إلى كائنات لا تتصل بالتراب، وليست من دم ولحم وذاقت الموت.
هذه السلاسل الثلاثة تفعل ما تفعله فينا وتدمر وجودنا، وتخرجنا من صراط الحق المبين، وتجعلنا نتخبط في متاهات المغفلين الجاهلين الجائرين، المدججين بأدوات الظلم الشديد.
فهل لنا أن نتحرر منها لنكون؟!!
واقرأ أيضاً:
الإبداع والإبداع!! / الديناصورية الفاعلة فينا!!