السؤال غريب، ويبدو ساذجا أو مخبولا، لأن ما يذهب إليه، في تقديرنا، من بنات المستحيل، فهل يصح ذلك، أم أنها آلية النكران التي تؤهل المخلوقات للوصول إلى نهايتها؟!!
التأريخ يحدثنا عن انقراضات للعديد من المخلوقات ومنها البشر في بقاع متعددة، ونهاية حضارات ما قبل التأريخ بسرعة خاطفة.
فأين السومريون والأكديون والبابليون والآشوريون والفراعنة، وما قبلهم وما بعدهم من الأجناس البشرية التي شيدت حضارات ذات مقام كبير في وقتها.
سيأتينا البعض بنظريات ترويحية وتبريرية لما حصل، ويمكن لأي شخص أن يأتي بما يراه مقنعا من وجهة نظره، لكن ليس كل ما هو مقنع صحيح.
الواقع يشير إلى أن البشرية وصلت إلى مراتب متطورة من القدرات الغير مسبوقة على تصنيع أسلحة فائقة الدمار، وتؤدي مهامها بلمح البصر، وقادرة على محق الملايين بصاروخ أو قذيفة تداهم المدينة أو البلاد.
في سبعينيات القرن العشرين، كانت الصحف تشير إلى أن رئيس الاتحاد السوفياتي آنذاك يمكنه أن يفني العالم بضغطة زر واحدة!!
واليوم هناك العديد من الذين يستطيعون فعل ذلك، فالردع المتبادل يعني الفناء الأعظم للأطراف المأفونة، المفتونة بما لديها من الأسلحة النووية وما بعدها.
مَن يطلع على أسلحة البشرية في الحرب العالمية الثانية، سينتابه الرعب لما وصلت إليه قدرات البشر للقضاء على البشر بأسلحة لا تخطر على بال.
ومَن عاش في العراق في بداية التسعينيات والغزو الأخير في ألفين وثلاثة، يدرك ما معنى أن تستعر الحرب بين الدول المدعية بأنها تهتم بحقوق الإنسان، وفي سلوكها تبرهن على أن معظم البشر في حساباتها أرقام قابلة للمحو والطرح والقسمة على بعضها.
إن العقود القادمات ربما تنذر بانحدار البشرية إلى هاوية سقر التي لا تبقي ولا تذر، ذلك أن التحامل والتصعيد يتسيّدان، والأسلحة الفتاكة الرابضة في مخابئها سئمت الانتظار، وتريد الانقضاض على الوجود البشري في كل مكان.
وربما تلك إرادة الأرض التي أتعبها خلقها، وتسعى للاستراحة من ويلاته وتطلعاته المضرة بها.
فهل سيكون الانقراض خيارنا؟!!
واقرأ أيضاً:
القيود الثلاثة التي تستعبدنا!! / مفردات جوف الحفر!!