ذات يوم كنت أتناول طعام الغداء مع مفكر صيني من محبي الرئيس ماو، وقد عاصره منذ طفولته، ويرى أنه صانع الصين الحقيقي ومخرجها من ظلمات المكان والزمان.
تحاورنا في مواضيع متنوعة، ومما قاله: إن الصين إذا احتاجت للمطر ستصنعه!!
وذلك تعليقا على أنباء تتوارد عن قلة المياه في نهري دجلة والفرات، ثم أردف مازحا : "لماذا لا تؤجرون بلادكم للصين لبضعة سنوات، وستعرفون ما هي، العيب فيكم وليس بوطنكم"، "قيادتكم فاشلة وعقليتها ساذجة"!!
وتحيّرت في الإجابة، فأخذته إلى مواضيع أخرى، وبعد برهة صمت وسألني: هل تتصور سنحتاج لأدمغتنا في نهاية القرن الحادي والعشرين؟
قلت: ماذا تقصد؟
قال: سنصنع أدمغة متفوقة على أدمغتنا، ربما سنزرع شريحة في الرأس أكثر ذكاءً منا!!
قلت: ذهبت بعيدا يا زميلي!!
قال: الواقع التقني يخبرنا بأننا سنصنع إنسانا آليا أذكى منا، فلماذا لا نحوّر أنفسنا، ونطورها بزرع شرائح ذكية في رؤوسنا؟
صدمني سؤاله وتعليله، وكأي شرقي رحت أحدث نفسي عن أوهامه وشطحات خياله!!
وبعد أعوام وجدتني أمام طروحات عن الذكاء الاصطناعي، وما سيفعله في المستقبل، وكيف سيكون الكائن البايولوجي ضعيفا أمام الكائن التكنولوجي.
الكمبيوتر سيقوم بكل شيء، وفي واقعنا المعاصر، فقد البشر الكثير من مهاراته، لأن الكمبيوتر يؤديها أفضل منه، ولن تجد اليوم تلميذا ينجح في جدول الضرب، لأنها تأتية بالجواب الفوري.
فنحن أمام هيمنة الروبوتات على مهارات البشر الدقيقة، والكمبيوترات تعطيك القرارات والنتائج التي تستنزف أياما وشهورا، فتقدمها لك فورا.
وأجدنا لا نزال في بداية الطريق، فالعقود القادمات ستكشف ما لا يخطر على بال الأجيال المعاصرة.
فهل سنصمد في عالم تتخاطب فيه وتتعلم من بعضها الكمبيوترات؟!!
واقرأ أيضاً:
شخصيات الخلفاء العباسيين!! / البشر الهادي!!