إسلام ينطح إسلام، إسلام يذبح إسلام!!
يا سلام .. يا سلام!!
لم يحصل في تأريخ الإسلام أن يأكل الإسلامُ الإسلامَ، وما مرّ على الإسلام عصرٌ فتاك كهذا العصر الذي أصبح فيه الإسلام عدو الإسلام!!
الذابح ينادي ألله أكبر والمذبوح يشهد أن لا إله إلا الله!!
القاتل ينادي ألله أكبر والمقتول يشهد أن لا إله إلا الله!!
المُعذّب ينادي ألله أكبر وهو يسلخ جلد الضحية ويجزرها والضحية تشهد أن لا إله إلا الله!!
فكيف بربّك يمتطي الإسلامُ الإسلامَ؟
وكيف ينحر الإسلامً الإسلامَ؟
وكيف يقاتل المسلم ربه وكتابه ونبيه؟!
تساؤلات حائرة والدنيا مغمّضة العيون، وسعيدة بأكل الإسلام للإسلام، وهي ترفع شعار "نارهم تأكل حطبهم"!!
فعاشت الأحزاب الدينية الفتاكة الرؤى والتصورات!!
عاشت العمائم والفتاوى المصدّحات!!
عاشت المذاهب والفئات والحركات، التي تحمل رايات الإسلام الذي يقاتل الإسلام والحياة!!
عاشت جميعها لأنها مطية مريحة ومربحة لتحقيق مصالح الآخرين، وهل يوجد أسعد وأبهج من الذي يكتفي بغيره لتحقيق مصالحه وأكثر، وهو لا يبذل سوى جهد المراقبة والتوجيه!!
ألا إن أعداء الإسلام هم الفرحون، والمسلمون ببعضهم مبتلون، وهم يتفرقون وبالتباغض والتصارع والأحقاد والتماحق يعتصمون، ولكل ما يدمرهم ويخرب ديارهم يسْتدعون، فكيف بربك أن في الإسلام مسلمين؟!
الإسلام في غياهب الجهل والضلال، والمسلمون في المقابر يتألمون ويتحسرون، ويخجلون مما تفعل ذرياتهم بدين الله القويم الرحيم!!
فهل تعيش الأمة أميّة دين وتتمرغ بوحل الدجل والضلال والخداع والمُراءات بالدين؟!
أين الإسلام فيما يفعله (المسلمون)؟!
أيها الناس لقد طفح الكيل وفار التنور، فهل من يقظة وعزمٍ غيور؟!!
واقرأ أيضاً:
نزيف الأقلام!! / الإنشائيون يخدّرون!!
التعليق: قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((- والَّذي نَفسِي بيدِه، ليَأتِيَنَّ علَى النَّاسِ زمانٌ لا يَدرِي القاتِلُ في أيِّ شيءٍ قَتَلَ، ولا يدرِي المقتولُ في أيِّ شيءٍ قُتِلَ)) وهذه نبوءة نبوية لو لم تكن من العظائم لما أخبرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم، وليس أمامنا إلا الصبر على شيء لا نرضى به، ولكنه لابد حاصل!!