البشر لا يختلف عن بعضه، فالنفس واحدة، والسلوك الناجم عنها متشابه، وهناك قوانين تتحكم بالسلوك ، فالوحشية وسفك الدماء، والعدوانية والأنانية، وروح الانتقام وعدم الالتزام بالضوابط والقوانين فاعلة في الدنيا.
واستعمال الدين لتمرير التطلعات السيئة أمر تعارفت عليه البشرية منذ الأزل.
التأله أو "أنا ربكم فاعبدون"، نزعة قائمة يعبَّر عنها بأساليب متنوعة، فهذا نائب الله، وذاك يمثل إرادته وهلم جرا.
ومن الواضح أن البشر إذا اعتاد على حالة ترضي رغباته وتشبع نزعاته، فسيحافظ عليها، وعندما تتهدد يفعل ما لا يخطر على بال لاستعادتها.
وفي أكثر المجتمعات تطورا، ما أن تتردى الأوضاع الاقتصادية حتى تتزايد الجرائم، وتتكون المجاميع الساعية لتنفيذ المهمات الخارجة عن القانون والمعتدية على حقوق الآخرين.
ففي بعضها صار نهب المحلات والمتاجر بهجمات جماعية عصابية منظمة، للاستحواذ على الحاجات التي صار الناس غير قادرين على دفع ثمنها بسبب التضخم الاقتصادي.
جرائم متزايدة لا يردعها قانون ولا دين ولا أي ضابط أخلاقي، فنيران الإجرام عندما تتأجج لا تستطيع قوة أن تخمدها.
ومعظم الدول التي تسمي نفسها ديمقراطية وتحترم حقوق الإنسان، تعيش فترات مفعمة بالجرائم والتداعيات الخطيرة التي تهدد بفقدان الأمان في كل مكان.
التاس مسلحة وأمارة السوء منفلتة، وما أسهل الضغط على الزناد، بزمن التخاطب عن بعد، وفقدان مهارات التفاعل الإنساني مع البشر.
فالابتعاد عن الناس يعزز الإقدام على الإجرام.
فإلى أين المسير؟
واقرأ أيضاً:
الإنشائيون يخدّرون!! / إسلام على إسلام!!