الطعام سلاح تدمير شامل أغفلته دولنا، وتم تأهيلها لضعف السيادة بواسطة الطعام.
فمعظم دولنا كانت متميزة في إنتاج محاصيل معينة، فالعراق كان ينتج الحنطة والشعير والرز والتمر، ومصر متميزة بالقطن والفول والبرسيم، وكل دولة لها قدراتها الخاصة في إنتاج وفرة من طعام ما.
وبسياسات ذكية ومتواصلة، تم القضاء على قدراتها بتوريد ما تنتجه إليها بأسعار زهيدة لبضعة أعوام حتى يموت إنتاجها، ويتوقف التوريد وتصبح مستعبدة بالطعام.
اللعبة واضحة وأتت أكلها في الدول المستهدفة، فتحقق إبادة النخيل في العراق، وانعدام زراعة الرز وتناقص إنتاج الحبوب، وكذلك في مصر، فصارت دولنا تستورد لتعيش.
وفي الدول الثرية لعب النفط دوره في تعطيل الزراعة والثروة الحيوانية، وأوهمها بأنها لكي تتقدم عليها أن تحتقرهما، وتتصرف بأساليب اعتمادية مطلقة على الآخرين لتوفير طعامها.
وتجدنا اليوم في محنة الحرب الضروس الشاملة التي تحوّل الطعام فيها إلى سلاح، سيفتك بالدول المعتمدة على غيرها في توفير طعامها.
إن العلاقة بين السيادة والعزة والكرامة والطعام أساسية، فإذا فقدت الدول قدرات إطعام نفسها فأنها بلا سيادة، وستكون مرهون بإرادة الذين يوفرون لها الطعام.
ويبدو أن العديد من دولنا أصبحت في محنة المجاعة المرتقبة، وقد بدأت معركة الطعام تلقي بظلالها على المعمورة، وراحت الدول المنتجة للحنطة تفكر بمصالحها أولا وبإطعام مواطنيها قبل غيرهم، مما تسبب بنقص الحبوب وارتفاع سعر الرغيف، وتجدنا أمام تحدي بقائي خطير وعلى دولنا أن تتفاعل مع التراب وغيره لتأمين الطعام، وتعود إلى سلوكها الآمن الذين تواصلت على هديه الأجيال، وخلاصته "ازرع ولا تقطع"، واحترموا النخيل لكي تقدموا الأصيل!!
واقرأ أيضاً:
الإسلام واحد والمسلمون متعدّدون!! / الإعلام الفتان!!