الإعلام سلطة فعالة قادرة على تحويل البشر إلى ما تريدة وتسعى إليه، فهو كالعجينة أمام القوالب الإعلامية المتنوعة التي تفرض أشكالها.
فما عاد البشر حرا ولا مالكا لقدرات تفكيره وتحديد اتجاهات مسيره، البشر مستعبَد بوسائل الإعلام، لأنه يميل للأكاذيب والإشاعات المغرضة ويعشق الأوهام.
وفي عالمنا المزدحم بمحطات البث المتنوعة، العازفة على الأوتار التي تختارها بتكرار، يساهم في نسج الأكاذيب وتمرير المآرب وامتلاك البشر، وتحويله إلى قوة ذات اندفاعات ذاتية جارفة نحو الهدف الذي تحقق توجيهه إليه.
ويبدو أن الكذب من أهم أدوات الإعلام لتواؤمه مع الطبيعة البشرية، فالكذب المتكرر سلاح تدمير شامل، وقوة تمحق أي قدرة على التفنيد.
ولهذا ترى الأكاذيب تنطلق على لسان رموز مؤثرة في المجتمعات وبتكرارية عالية، وعندما تنكشف حقيقتها فالبشر الذي تأثر بها وتفاعل معها سيتواصل بالتعبير عنها.
"اكذب اكذب حتى يصدق الناس"، المنطوق المعمول به في معظم وسائل الإعلام.
وفي أيامنا انطلقت أكاذيب على لسان مسؤولين كبار ورددها العديد من الرموز الآخرين، وعندما اعترف مطلقها بعدم وجود أدلة عليها، تواصل التفاعل معها على أنها حصلت فعلا.
وهكذا هي أدوار وسائل الإعلام، أن تقرن الأكاذيب اللازمة لتمرير مشاريع وحالات تثير العواطف والمشاعر، فتعمي البصر وتفجر قبائح النفوس الأمارة بالسوء.
إن الإعلام الغدّار لا يستطيع عامة الناس مقاومته والتحرر من سطوته، فالخبر الكاذب سلطان والبشر عبد مطيع وحيران، ويهرول مع القطيع المرهون بإرادة إعلامية فتاكة.
فهل هناك حرية رأي واختيار؟!!
واقرأ أيضاً:
سلاح الطعام!! / الحرب حاجة نفسية!!