دجَّل: كذّب، موّه، إدّعى
لعبة "اكذب، اكذب حتى يصدق الناس"، تجري في وسائل الإعلام بأنواعها، ومن النادر القول بوجود إعلام حر.
الإعلام لسان حال أجندات وبرامج، وأداة لتمرير المصالح والمشاريع، وتحقيق الأهداف المنشودة.
يطرحون الأكاذيب ويكررونها على ألسنة متنوعة وفي منابر متعددة، حتى يتوهم الناس بأنهم يسمعون صدقا، ومن الصعب تغييره بعد أن رسخة التكرار في الأذهان، وأطلق القرائن الانفعالية اللازمة للتأجيج والترسيخ.
إنها لعبة بدأت منذ أن أطلق بافلوف نظريته في الاستجابة الشرطية والإقران، فدخلت في برامج تغيير السلوك واستعباد الناس وتمرير إرادة الفاعل فيهم.
وبتطور وسائل الإعلام وتسارع التواصل والتفاعل بين الناس، أصبح من السهل تحويلهم كما يشاء الفاعل فيهم، وتوجيههم نحو الهدف المطلوب، فهم الهدف المسلوب، والمطية اللازمة لتحقيق المآرب والغايات.
وتجدنا اليوم أمام سيل من الأكاذيب المصنعة في مختبرات توجيه الآراء وإنتاجها وتأكيدها، لكي يكون الناس أدوات سهلة للوصول إلى الغايات السيئة وهم لا يشعرون، لأنهم في غفلتهم وانفعالاتهم المتأججة يعمهون.
وهكذا بدأت نشرات الأخبار تأتينا بالأكاذيب المقرونة بما يؤجج الانفعالات والعواطف الحامية، وبتكرارها والدوام على إذاعتها، تصبح الأكاذيب حقائق مترسخة ومؤثرة في السلوك.
ويبدو أن الكثير من المدونات التأريخية اتخذت طريقها للتحول إلى حقائق صادقة بواسطة تكرارها في المدونات، وكذلك الأخبار المتداولة بتكرارية عالية وإخراج نفسي مؤثر أصبحت غير قابلة للنقاش.
ويمكننا أن نرى ذلك بوضوح عندما نتابع أية محطة إخبارية أو مواقع تواصلية، تسعى لتأكيد رؤية ما أو تحقيق هدف معين.
فأين الصدق والكذب سلطان مكين؟!!
واقرأ أيضاً:
الحرب حاجة نفسية!! / الإعلام الغدّار!!