من سبت الغفران إلى سبت الطوفان4
جحيم الحرب: أمة في خطر
مندهش أنا من أولئك المندهشين لموقف الأنظمة الغربية من إسرائيل ومسلكها المستمر كدولة احتلال وفصل عنصري وإبادة جماعية واستعمار استيطاني، فما قام الغرب إلا على هذه الأسس وإسرائيل هي رأس الحربة المغروزة في منطقة ثروات طبيعية، وموارد بشرية ثرية ومتدفقة وتمثل غنيمة سمينة وثمينة من الغنائم الناتجة عن تفكيك الإمبراطورية العثمانية منذ حوالي قرن من الزمان.
بعد عدة بحوث ميدانية استشعر الأمريكان تدهور مستوى التعليم العام في ثمانينات القرن العشرين فأصدروا تقريرا ونشطت مراجعات ومقترحات وبرامج إصلاح تحت عنوان "أمة في خطر" وعلى إثر ذلك تفاعلت الجهات المعنية بالتعليم في مصر وانعقد مؤتمر منتصف الثمانينات حول نفس الموضوع تحت شعار "أمة لها مستقبل"!!
انظر حولك وتأمل هل الأمة واعية بأن القصف الذي تتعرض له غزة هو بسبب المقاومة والممانعة والمستهدف هو نزع آخر شوكة في جسد أمة أبعد ما تكون عن روح التحدي والجاهزية لمواجهة حضارية شاملة بالكفاح العلمي والتقني والثقافي والاجتماعي فلا تبقى فيها إلا نبضة حياة يراد القضاء عليها بالقصف والتجويع والحصار والتهجير والنفي والتشريد، ومجتمع على ذلك طواغيت الظلم والإفساد في الأرض وشبكات المصالح ونهب الثروات!!
هل تنوي الأمة الخروج من حالة الراحة والاستراحة الذهنية لترى الصواريخ والطائرات وقصف الإعلام الموجه وحصار الأنظمة المتواطئة وتفكك الأنسجة الاجتماعية وغياب روح التحدي، والاستجابة لما يظهر جليا دون أقنعة؟!!
هل ما نراه من تفاعل إيجابي، ورفض غاضب يعم جهات الأرض الأربعة مجرد مشاعر مؤقتة ما تلبث أن تخمد جذوتها، أم ستتحول إلى شبكات عمل مستدام، وجماعات ضغط سياسي نشيطة عابرة للتشكيلات التقليدية من أحزاب وجماعات في الغرب والشرق لتكون حاضنة دائمة لمقاومة جسورة حطمت الأساطير، وتناطح قوة عاتية وتتحمل ضريبة المواجهة وحدها – حتى الآن!!
هل حان الوقت لندرك الآن: من معنا حول العالم فنعمل معا بشكل دائم، ومن ضدنا فنأخذ حذرنا، ونبني ثقافة استجابة مناسبة لتحدي عالمي؟!!
هل ما يجري حاليا هو صحوة مؤقتة أم بداية جديدة لعصر جديد نستثمر فيه زخم التأييد العالمي، وإفاقة الوعي والضمير -غير المسبوقة- لبناء خطط وتنسيق برامج وتمتين روابط وإقامة كيانات جديدة وبعث حالة جديدة تتناسب مع ما ظهر من تحديات وإمكانات؟!!
ويتبع>>>>>: من سبت الغفران إلى سبت الطوفان6
اقرأ على مجانين:
التقرير العربي النفسي الأول عن غزة / رد مجانين على بيان الـ APA الحزين/ د. أحمد عبد الله Facebook