سقطت الأقنعة غربية وشرقية، عربية وإقليمية، وتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وتعرّت الكراسي على حقيقتها، فدول الأمة لا قدرة عندها غير الصراخ، وذرف الدموع ولطم الخدود والصدور.
وترى أن "قتل شعبٍ آمنٍ مسألة فيها نظر"، وللإعلام دوره لتمرير الأضاليل وتأكيد إرادة العدوان، فكيف للمدنس أن يمس المقدس، لابد من الإفناء، وقادة الأمة يجيدون التفرج على الأحداث، وأساطين الإعلام بأنواعه جاهزة للتبرير والتسويغ والتمرير.
إنها ألاعيب شياطين مرعبة تبدو بآليات رحمة للإنسان الذي تراه كما تمليه عليها مصالحها.
زوبعة دخان هنا وهناك، ما أن تهددت تحولت إلى رماد خامد، ولا صوت يعلو على صوت الاحتجاج والاستنكار والتنديد، وكل يغني على ليلاه.
ماذا يدور في واقع العرب المستهدف، وإنسانهم المكتف الممنوع من الصرف، والمرهون بحروف الجر والنصب والجزم.
العربي لا يمت إلى البشر والإنسانية بوشيجة، شئتم أم أبيتم، وقولوا ما تقولون، هذا هو العربي في بلاده التي تهينه وتهجّره وتدمر وجوده.
ففي كل دولة ذئاب كراسي تحاصر قطيعا وتجزر منه ما تشتهي كل يوم.
فما دامت الكراسي جزار مكين، فلماذا يُلام الجزارون الأجنبيون، فقيمة الإنسان في أي مكان تحددها قيمته في وطنه الأم.
فهل للإنسان قيمة في بلاد العرب أوطاني؟
لا أظنه يتمتع بأبسط الحقوق، وقتله يتكرر كل يوم والمسؤول مجهول؟
وما أكثر المجاهيل الذين قتلوا المئات والآلاف من أبناء الأمة، ويبدو أن "حاميها حراميها" المنطوق الفاعل في الحياة، والمعبر عن إرادة الطامعين بالبلاد والعباد.
فأين الملايين يا أمة الأنين؟!!
ملايين البشر وملايين الدنانير!!
واقرأ أيضاً:
الإعلام الغدّار!! / الإعلام الدجّال!!