من سبت الغفران إلى سبت الطوفان5
الفجوة المدهشة
ملايين الناس تتظاهر في شوارع مدن العالم مناصرة لغزة وفلسطين، ورغم ذلك ما تزال المواقف الرسمية منحازة تماما لإسرائيل وجرائمها.
فجوة مثل الثقب الأسود بين ملايين في الشارع ودوائر القرار الذي يحرك الدعم المالي والعسكري، فكيف نفهمها ونتعامل معها؟؟
الرأي العام الشعبي في بلدان الغرب محتاج إلى أن ينشط فيه الصوت المؤيد لفلسطين بشكل دائم ومنتشر في كل مساحة متاحة عبر حفلات فنية ودورات تعليمية وإعلامية ومناظرات رأي وحلقات حوارية ونقاشية وأنشطة لمختلف المستويات والأجيال..
هي معارك من عقل إلى عقل ومن بيت إلى بيت وفي كل مؤسسة متاحة ومدرسة وجامعة..
بدون هذا ستظل المظاهرات تجمع أشتاتا من المحبين والمؤيدين ثم ينفضون.
مستوى آخر للتأثير المباشر في صناع وصناعة القرار السياسي عبر خطوات وبرامج ودوائر وجماعات الضغط.. وهو عمل يبدأ ولا ينتهي.. في ملاحقة كل مسؤول يؤيد المجازر والإبادة سياسيا ونفسيا وقانونيا بكل ما يمكن من سبل، والتعلم من جماعات الضغط الصهيونية المتمكنة والشرسة.
ومساندة كل صوت مؤيد للحق فلا يترك صاحبه وحده تستفرد به الذئاب والضغوط الهائلة، كما حصل ويحصل فعلا، حين نكتفي بعرض وجهات النظر المؤيدة لنا عكس التيار السائد ونغفل أو نتغافل عن دعمهم بشكل مستمر، وكأننا نلقيهم طعاما للعدو، وفريسة لكلاب السكك!!!
بدون هذا وذاك سيظل صوت الحق في واد والقرار السياسي التنفيذي في واد آخر، وتخمد بعد حين هذه الطاقة الخلاقة المبدعة المشتعلة في أرجاء الكون ما لم تجد التشغيل والاستثمار الدائم المنظم والفعال، ويتفرق المجتمعون المحشدون.. في انتظار مذابح أخرى.
لا تفلتوا هذه الفرصة، كما أفلتنا غيرها، وفي طرق العمل الفعال متسع لكل المستسلمين للألم وقلة الحيلة يبددون طاقتهم ويضيعون لحظة تاريخية يمكن أن تكون بداية تحول عالمي لتحرر ملايين المستضعفين من قبضة طواغيت القوة والمال والتسلط والإذلال.. حول العالم.
ويتبع>>>>>: من سبت الغفران إلى سبت الطوفان7
د. أحمد عبد الله Facebook
اقرأ على مجانين:
التقرير العربي النفسي الأول عن غزة / رد مجانين على بيان الـ APA الحزين