الواقع العربي تعصف في أرجائه الويلات والتداعيات المريرة، فتنفي الإسلام وتلغي العروبة، فالإسلام العربي ما عاد إسلاما، والعروبة تحوّلت إلى مطاردة سراب.
فأين الإسلام كسلوك؟
الإسلام بجوهر معانية وأفكاره ومفرداته العملية ربما لا وجود له، لكنه حاضر كأقوال وخطب وتأويلات وتفسيرات وادعاءات وتحريفات، فالإسلام الذي كنا نعرفه غائب عن مجتمعاتنا، لتحوله إلى فئات وأحزاب وفرق مسلحة، ومجاميع ترفع رايات الإسلام وتقتل المسلم وتنتهك عرضه وتصادر حقوقه.
فلا إسلام في الواقع الحياتي اليومي ، فقد يقول مَن يقول إنهم يصلون ويصومون ويحجون ووو، لكن الحقيقة الفاعلة، أن الإسلام ضعيف كعمل وممارسة يومية صالحة ونافعة ورحيمة، ومعززة للقوة والقدرة على التواصل والتلاحم، بل صار مصدر فرقة وتناحر وصراع، وفتك بالوجود العربي في كل مكان، فما يجري في بعض دول الأمة لا يتفق مع معايير وقيم الإسلام، فكيف يتم تسويغ الفساد والظلم والقهر والتشريد والتجويع والرهن بالحاجات، والقتل الأعمى وغياب العدل والقانون، وتسلط المناهضين لأبسط معايير وقيم الدين.
أما العروبة فما عاد لها معنى ودور في حياة العرب، وتجارب الدول العربية المنكوبة بالويلات لأفصح دليل على امتهانها، ونكرانها وسحقها ومحاولة إلغائها من الوعي الجمعي.
وهذا واقع يتغافل عنه العرب أو ينكرونه، ويتهمون الذي يشير إليه بما يخطر على بالهم من الأوصاف السلبية، لعدم الإقرار بالواقع والوقائع وتبريرها وتأويلها، والإتيان بما يعززها من الأقوال والادّعاءات والمرويّات والأضاليل، وما يخدعون إلا أنفسهم، فلا يمكن حجب أشعة الشمس بغربال الأوهام والتصورات.
فهل أدرك العرب خطورة السلوك الذي يمارسون، وأنهم على أنفسهم يتحاملون، ولأعدائهم يخدمون، وللويلات يستحضرون؟!!
"هي العروبة لفظ إن نطقت به...فالشرق والظاد والإسلام معناه"!!
واقرأ أيضاً:
قِناعقراطية!! / لأنهم أرادوا!!