من سبت الغفران إلى سبت الطوفان7
الحرب الشاملة
في التعريف العسكري الاستراتيجي يطلق هذا المصطلح على الحرب التي يستعمل فيها أحد الطرفين أو كلاهما معظم الثروات المادية والبشرية المتوفرة لصالح المجهود الحربي، إضافة إلى ذلك فاٍنه لا تتم في هذه الحرب التفرقة بين المحاربين والمدنيين، ونتيجة لذلك يدفع المدنيون العزل جزءا لا يستهان به من ضريبة الدم، بالإضافة إلى الجيوش المتحاربة.
حرب الإبادة والمقاومة الحالية هي حرب شاملة- بالتعريف، وهي متعددة الميادين والمستويات والمجالات.
حرب على المصطلحات والمفاهيم والسرديات التاريخية والدعاية الإعلامية، حرب وعي ومواجهات نفسية غائرة في عمقها، كونية في اتساع نطاقها.
تخوضها إسرائيل الدولة والفكرة والمشروع والإمكانات والشبكات في قلب مشروع استعماري استكباري عنصري عالمي يقسم العالم إلى فسطاطين: متسلطين ساعين إلى السيطرة والهيمنة ونهب الثروات
وبشر راغبون في العيش بسلام أحرارا، ويعتبر الفسطاط الأول أية محاولة مقاومة أو رفض لغطرسة القوة بمثابة تمرد على نظام (القوي يأكل الضعيف).. ويواجه هذه المحاولة بكل السبل وبمنتهى الشراسة
فسطاط الأحرار وجدت أمتنا نفسها وسطها فارتبكت مشدوهة مشلولة تبكي وتلعن!!
الأنظمة الحاكمة في العالم كله تقريبا هي ضمن الفسطاط الأول وفسطاطنا فسطاط شعوب وبشر من كل جنس ولون وعرق وثقافة وتاريخ!!
نحن وسط هذا الدمار ما زلنا نتخبط: هل فلسطين قضية عربية أم إسلامية؟؟ دينية أم إنسانية؟؟
السؤال الأهم: إذا كانت عربية هل استطعنا أن تكون قضية كل العرب؟
هل استطعنا أن نجعلها قضية كل مسلم ومسلمة؟؟
هل نجحنا في توصيلها لتكون قضية كل إنسان حر شريف يناصر الحق والعدل والحرية.؟؟
فلسطين هي قضية عابرة للأجيال والأجناس والثقافات والطبقات وهي قضية كل صاحب حق، وقضية كل مستضعف فهل بذلنا من الجهد ما يجعل لها كل هؤلاء في حالة نشاط وفعل وتفاعل وتشابك؟
إذا كانت فلسطين هي قضية تحرر عالمي فهل قمنا بتعبئة موارد أمتنا لتكون الحاضنة وسط هذه الحالة الواسعة من المناصرة والتأييد؟؟
هل نبني بعقولنا وجهودنا جسورا وأنسجة وشبكات تواصل وفعل مستدام مع غيرنا ممن ينحازون للحق - حول العالم؟؟
الإجابة هي: لا .. كبيرة، والحصيلة أن الجبهة العسكرية الصامدة والمدهشة وحدها تحقق انتصارات مذهلة، لكنها تكاد تقف منفردة وسط جهود ما تزال دون مستوى الملحمة كما وكيفا وتنظيما وفاعلية.
العمليات العسكرية التي تحصل بكفاءة عالية من المقاومة ما تزال تفتقر لعمليات مدنية واسعة تواكبها وتدعمها، وهذا سببه غياب فقه الفعل المدني أو المقاومة السلمية أو الجهاد المدني- كما أسميه، وهذا حديث آخر.
ويتبع>>>>>: من سبت الغفران إلى سبت الطوفان9
د. أحمد عبد الله Facebook
اقرأ على مجانين:
التقرير العربي النفسي الأول عن غزة / رد مجانين على بيان الـ APA الحزين