من سبت الغفران إلى سبت الطوفان10
أمة النصرة
إن كنت قد قرأت الحلقات السابقة في هذه السلسلة وحددت "موقعك" و"موقفك" مما يجري في غزة وبشأنها -في أرجاء الدنيا- فقد اتضحت أمامك أغلب بدايات ومعالم الطريق.
كثيرون من العرب والمسلمين وعموم البشر حول العالم عالقون في أسباب أو شبهات تعطلهم عن المقاومة الإيجابية للظلم والوحشية وحرب الإبادة المدعومة من نخب مصالح كثيرة حول العالم.
وفي المقابل ينشط كثيرون متناثرون هنا وهناك في جهود عملية لوقف العدوان، ومساندة الضحايا، ومحاولات كسر الحصار، وملاحقة القتلة المجرمين.
هل تلهفك على متابعة مواقف المتخاذلين والمشاركين في المذبحة وشتمهم وتشيير صورهم أفاد بشيء؟؟
هل استغراقك في الفرجة على صور الضحايا والأشلاء ومشاركة صورهم والبكاء عليهم قد نفعهم بشيء؟؟
بل هل أفاد نشرك لأنباء التعاطف ومواقف مسؤولين ورموز وقيادات ودول داعمة لغزة، هل أفاد بشيء؟؟
أليس هذا وذاك ما نقضي فيه وقتنا؟؟
أليس تواصلنا حتى الآن هو مع نفس الدائرة المحيطة بنا، والتي لا تتغير فيها المواقف كثيرا تأييدا أو تثبيطا؟؟
أقول أن الأولى حاليا هو تشبيك الجهود والتواصل المباشر مع الناس المتفاعلة والداعمة للقضية على مختلف ألوانهم ومذاهبهم وأماكنهم من الداخل المحتل، وحتى الداعم لها في أقصى الأرض، ولو كان وحده!!
الجهود الداعمة ما تزال متناثرة عائمة وسط محيط من الكراهية والمكائد وحروب الخداع والأكاذيب ومواقف دوائر القرار المنفصلة عن إرادة شعوبها أو كتل معتبرة منها!!
أنا أتكلم عن علاقات جديدة نحتاج للعمل على بنائها ودوائر جديدة نحتاج للانفتاح عليها بدلا من البكاء والصراخ في صحراوات ميتة ومميتة ولا تنبت حرية ولا تحررا ولا شعرا ولا زهورا.
هل نستطيع التواصل مع كل داعم للقضية ونسا ودعما ومشاركة وتعاونا وتطويرا للجهود؟؟
الداعمات والداعمين من كل شكل ولون وبلد وأيدولوجية؟
هل نبني هذه الأمة الناشئة ونعمل على تأسيس وتمتين روابطها أم أننا مصرون على استدعاء أمة غائبة ومغيبة منذ بعيد، والتباكي على خذلانها وشللها وعجزها؟؟
هل نكف عن الاكتفاء بالفرجة والعويل والتلاوم واستهلاك مشاعر الخزي والعار وننتقل إلى بناء علاقات مفيدة لدعم وتطوير أعمال المقاومة بأنواعها والضغط على صناع القرار وكسب المزيد من الأرض والأنصار الفاعلين؟؟
هل نتحول لبناء أمة النصرة ومضاعفة أعدادها وزيادة وعيها وتطوير أدائها، مع أحياء ناشطين حول العالم،نحو النصر في عمليات حرب الملحمة، وتوثيق وإبداعات جديدة في ملحمة القرن، ملحمة الصمود والتحدي ومجد الإنسان الحر.
ويتبع>>>>>:من سبت الغفران إلى سبت الطوفان12
د. أحمد عبد الله Facebook
اقرأ على مجانين:
من الانفعال إلى الفعل: كسر الحصار والعجز! / رد مجانين على بيان الـ APA الحزين