من سبت الغفران إلى سبت الطوفان11
الحرب المفتوحة
قبل الهدنة، وحتى الآن، لم يخبرك أحد أن هذه الحرب مفتوحة تتأثر نتائجها بحصيلة الجهود والتفاعلات، ومنها جهدك أنت الشخصي!!
ما تزال المجازر بالنسبة لأغلبنا فرجة على دم يراق مسفوحا دون تدخل حقيقي لوقفها.
نشارك صور الأشلاء ونمارس العجز الجماعي ونغرق في طوفان مشاعر وصور وتحليلات وتنبؤات يطلقها العدو والصديق، وهذه كلها من أعمال الفرجة التي لا تؤثر في مجريات معركة مفتوحة!!
ما تزال ملايين الأدوار في عدة عمليات مهمة غائبة بسبب غيابك أنت عن الفعل والإنتاج المباشر وانشغالك بالفرجة والحسرة والحزن على الضحايا، والتهليل لانتصارات المقاومة العسكرية، رغم أن نمط هذا الصراع لا يمكن فيه هزيمة القوة العسكرية للخصم الأقوى عسكريا إلا بتدمير قدراته السياسية على خوض الحرب واستنزافه في معارك الدعاية والإعلام وجماعات الضغط على مراكز صنع القرار، وهذه عمليات لن يقوم بها أبو عبيدة ولا مقاتلو المقاومة ولا شعب غزة المحاصر الصامد!!
استثمار الانقسامات والتناقضات السياسية داخل مجتمع الكيان وتعميقها بالحوار مع شعبه، وتشديد وتطوير الحراك المناهض للمذابح والضاغط لوقف القتل هو ما سيضع قيودا على تعبئة قدرات العدو ويستنزفه سياسيا، وهذه عمليات مستمرة في حرب مفتوحة النتائج.
دعم صمود أهل غزة بكل الطرق والإبداعات الفردية والجماعية، المعنوية والمادية، وتعميق وتجذير وتوسيع المقاطعة، وجهود كسر الحصار، والحرب الإعلامية لدحض الأكاذيب وكسب المزيد من الأنصار حول العالم، وتنظيم عروض أفلام، وحلقات نقاش، وفعاليات تأييد تتطور لضغط منظم يحاصر نفسيا ومجتمعيا الداعمين المناصرين للعدوان من مسؤولين ونجوم ورموز، ويساند بانتظام واستدامة من يؤيدون حقوقنا ويستثمر هذا التأييد ويطوره.
يمكن وقف هذه الحرب المجرمة العبثية وإقالة نتنياهو ومحاسبته هو وعصابته المجرمة في حق شعبها قبل أهلنا بجهود واسعة متواصلة.
غادروا الشاشات وكفوا عن الفرجة إلا تثقيفا لأنفسكم من أجل إنتاج محدد في سبيل رفع وعي أو تطوير جهد قائم أو بناء جديد.
غادروا أمة المشاهدة والانفعال إلى أمة الشهادة والشهود والفعل والنصرة العملية.
كفوا عن متابعة النجوم والفاعلين من غيركم، وكونوا أنتم فاعلين، فلن تحرر غزة من يبكون من أجلها، ولكن من يتحررون من أوهام عجزهم، ويحررون أنفسهم ويعملون للنصرة لها ومعها وبها.
حروب السلاح الأقوى هي خارج ميدان القتال، هي في كل مساحة وكل دقيقة، وكل مجال ومكان.
وجهد كل منا يشكل فارقا نوعيا تحتاجه المقاومة، ونتائج المعركة مشارك فيها كل من يعمل ويناضل وينتج مباشرة في هذه الحرب الشاملة المتواصلة الخداعة مفتوحة النهايات.
النهايات تتشكل الآن بأيدي كل من يعمل ويناضل وتتكامل الجهود وتتواصل الخطوط مثل الأواني المستطرقة، فاحذر وانتبه لدورك الفاعل أو المتفرج في فرصة حرب للملايين.
ويتبع>>>>>: من سبت الغفران إلى سبت الطوفان13
د. أحمد عبد الله Facebook
اقرأ على مجانين:
من الانفعال إلى الفعل: كسر الحصار والعجز! / رد مجانين على بيان الـ APA الحزين