لعبة القتل وارتكاب الجرائم والبشائع والمجازر بأنواعها تتطلب مفردات فتاكة تسوّغ الفعل الآثم، وتعزل الضمير في صندوق أظلم.
وما أكثر المفردات المبررة للخطايا، والتي عهدتها البشرية منذ الأزل.
والتأريخ يحدثنا عن مفردة "زندقة" التي بموجبها استبيحت دماء ما لا يحصى من البشر، خصوصا في عهد الخليفة العباسي الثالث المهدي وابنه الهادي وتواصلت فيما بعد بوتيرة أقل.
ولكل نظام حكم مفردة يرتكز عليها للقضاء على الآخرين، وأنظمة الحكم في بلداننا استعملت مفردة "خائن"، وفي العالم شاعت كلمة "إرهاب" لتجيز القتل وإستباحة الآخر.
والمشكلة التي اعتادت عليها البشرية أنها تقرن الدين بمفردات قاتلة لتبرر الإقدام على القتل بضمير ميت.
ومن المعروف أن المغول استعملوا العديد من المفردات المقرونة بطاقة دينية لمحق البشر، كما حصل عند دخولهم بغداد (1258)، فوظفوا مفردة أنهم "غضب الله" على الفاسدين المارقين من خلقه.
والمشكلة في هذه المفردات أن الأقوياء يمنحونها التعريف المتوافق مع نواياهم وتطلعاتهم، وهي ذات توصيفات متباينة وذات تخريجات متنوعة.
فما هو الإرهاب؟
تتعدد التعريفات، والتعريف السائد ما تأتي به القوة الفاعلة في الواقع.
فالبشر يتأكد قتله بالمفردات أولا، ومن ثم يجري تنفيذ معطياتها ومستلزمات تأكيدها.
فلكل مفردة إجراءات لابد لها أن تتحقق!!
فالمفردة القاتلة ليست مجردة من الفعل، وإنما بطاقة شروع بالعمل.
وبموجبها ارتكبت المجازر الجماعية وجرائم ضد الإنسانية في جميع الأزمان وفي معظم المجتمعات والديانات.
فاخترع توصيفا بشعا واعمل تحت لوائه.
وتلك معضلة بشرية لا خلاص منها، مهما توهمنا التحضر والإنسانية!!
واقرأ أيضاً:
هل استيقظت الأمة؟!! / المسألة الجليدية!!