قراءةٌ قديمةٌ في سفر الحب الصالحِ
(1)
كانتْ تكرهُ عينيها أذنيها خَديها شفتيها!
لونَ البشرةِ/ وضعَ الذقنِ/
غباءَ الأنفِ/ عروقَ الرقبهْ!
كانت تكرهُ عظمَ الصدرِ/
بروز الحلمةِ في اللانهْدِ
دخولَ السُّرَّةِ في أرضِ السَّغَبهْ
كانتْ! كانتْ تعشقُ لونَ الشعرِ/
وطولَ الشعرِ/
وكانتْ ترسِلهُ كالليلِ الناقمْ
كالصرْخةِ في وجهِ العالمْ
تعلِنْ أنْ:
كانَ بِمَقدورِ الربِّ عطاءٌ أجوَدْ
كانَ بمقدورِ القدَرِ الساخِرْ!
لو أدركَ كيفَ يوائمْ
كانَ منَ الممكنِ..../
أنْ تمنحَ وجها آخرْ!
غيرَ الوجهِ الأسودْ!
كانَ منَ الممكنِ لكنَّ الربَّ تعمَّدْ!
آهٍ يا امرأ ةَ الليلْ
(2)
كانتْ تحلُمُ بي:
أكسرها... أنثرها...
أجمعها.... أسْتغفرْ !
كانتْ تتمنى أنْ أخطِفها
فوْقَ حِصانٍ أحمَرْ
كانتْ حينَ أقبِّلها تتمنى
أنْ أغرِسَ أسناني في شفتيها
كانت عندَ لِقاءِ لسانيْنا تتمنى
أنْ يلتفَّ لساني كالأفعى
أنْ يَخنقَ لوْزتها
أنْ يلدغَ لثتها!
كانتْ حينَ أعانقها تتمنى
أنْ أعصرَها
أنْ أفعِمَ حَلمتها عنفا
أنْ أقتلها
أنْ أملأ قوتها ضعفا
كانتْ يا امرأ ةَ الليلِ وكنتُ أقبلُها
لكنْ كالعاشِقِ حينَ يُصلي!
والعاشقُ يا امرأ ةَ الليلِ إذا صلي
منْ كلِّ فحولَتِهِ يُعفي!
العاشِقُ إنْ صَلَّي
عنْ كلِّ رجولتهِ يتخلى
أكثرَ منْ روحٍ لا يصْبِحْ
والروحُ لـشيءٍ لا تصلحْ
لا تصلحُ لا تصلحُ نامي
لا تنخدعي!
الشفةُ المنحولةُ والخدُّ الناضِبْ
والصوتُ المرُّ وهذا الشاربْ
لا تصلحُ لا تصلحُ نامي
ولفوت "أشعار من نار"
الاثنين 11/5/1987
واقرأ أيضاً:
منْ سِفرِ القطيعهْ! / إصحاحٌ آخرْ / ليْـلـِياتْ / خَـلاص!1