من سبت الغفران إلى سبت الطوفان14
تعبير.. تأثير.. تغيير
جارنا الشاب الملتحي صاح قائلا:
ما قيمة المظاهرات الحاشدة التي تخرج كل أسبوع حول العالم طالما أن القرارات والمواقف الرسمية ما تزال في مصلحة القتل والعدوان ودعم القتلة المجرمين؟؟
قلت له: هذه المظاهرات هي جزء من ممارسة حرية "التعبير"، وتقول الأرقام أن الأعداد تتزايد، لكنها ما تزال دون مستوى "التأثير" الذي يمكن أن يؤدي إلى "تغيير" في القرارات والمواقف الداعمة للإجرام، وهذا دورنا.
قلت وأكرر أن الضغط على دوائر صنع القرار ما زال ناعما، هذه التظاهرات تجتمع ثم تنفض دون أن تتطور هذه التحركات، ومن أمثلة محاولات التطوير الضغط على أعضاء المجالس النيابية، وعلى أجهزة الإعلام المتشبثة بترويج وتكرار الأكاذيب، ومن المحاولات أيضا ما انطلق من دعوة لإضراب عالمي يوم الاثنين القادم- الحادي عشر من ديسمبر.
كما اقترح البعض تطوير التأييد أو ربطه بمصالح اقتصادية كما في حالة موقف نقابة عمال صناعة السيارات في أميركا، وهو ما يمكن معه تطوير حركة المقاطعة بحيث نتحالف مع شركات ومؤسسات تدعم قضيتنا ونستخدم ما تنتجه بديلا عن مؤسسات وشركات تدعم عصابات الإجرام الصهيونية.
يلزم الاجتهاد والتفكير والبحث عن طرق إبداعية لزيادة حجم التأييد في حجم التعبير وصولا لمليونيات حول العالم، وكذلك الانتقال من مستوى التعبير إلى مستوى التأثير في القرارات التنفيذية الداعمة للكيان.
هذه معارك طاحنة، وتحتاج إلى صبر ودأب لأن جهود ومؤسسات البروباجندا وجماعات الضغط الصهيونية قديمة ومنتشرة ومتغلغلة ونافذة ومؤثرة في صلب الكيانات والمجتمعات الغربية، وهي ما تزال تلاحق أصحاب كل صوت يرتفع بالحق، أكاديميا وقانونيا ومعنويا وبالتهديد والوعيد والإغواء والإغراء وبكل للوسائل.
ونحتاج إلى التعلم وإلى أن نؤسس جهودا وكيانات لها رصيد من الدأب والنشاطية والاستمرارية والتطوير الدائم مما يجعلها مؤثرة الأن و دائما.
هكذا حاولت أن أشرح لجاري المتحمس، وقلت له: أنه تلوح آلاف بل مئات الآلاف من البدايات والبذور التي تظهر عبر المقاطع والأخبار الواردة عن أشخاص يكتشفون الخداع الذي نشأوا عليه، وعن هؤلاء اللاتي يستكشفن الإسلام وقوة القرآن الروحية والتعبيرية، وهذا كله ينتظر التواصل والتربيط والتطوير، بدلا من تداول كلام فارغ لا نفع فيه عن خذلان أهلنا المحاصرين.
أي إنسان يملك وسيلة اتصال بالعالم الرمزي عبر شبكاته الإليكترونية يمكن أن يشارك في ما تقدم بنصيب، وقد سمعت مؤخرا عن برامج تتيح الترجمة الفورية أثناء الشات-المحادثة، وبالتالي لا عذر لمتقاعس، والمواد المترجمة متاحة بغزارة لدعم وجهة النظر وزيادة تأثير الحوار والاتصال مع أي إنسان نحاول إقناعه أو يبحث عن الحقيقة، وهذا أهم وأولى من أن نبقى نردد نفس الكلام في نفس الدائرة الاجتماعية المعتادة حولنا.
الوقت يمر بسرعة، وهو أمامنا نستثمره في عمل دؤوب مثمر عبر تراكم نتائجه أو تبديده في البكائيات والحسرة، ونحن نتفرج على القصف والقتل والتواطؤ والخذلان الرسمي والشلل الشعبي.
ويتبع>>>>>: من سبت الغفران إلى سبت الطوفان16
د. أحمد عبد الله Facebook
اقرأ على مجانين:
من الانفعال إلى الفعل: كسر الحصار والعجز! / رد مجانين على بيان الـ APA الحزين