عـيْناكِ!"أ"
(1)
عيناكِ وطَرْفُ الأجـفانِ
والهُدْبُ الأقصَرُ غَطَّاني
عيـناكِ وبرقٌ مسحـورٌ
منْ قـلبِ العتْمَةِ ناداني!
ومَـداخِلُ كونٍ سِـرِّي
للعـرْشِ الشاغِرِ أرقاني
وزمانٌ يسخَرُ من زمني وممَالِكُ نِـعْمَ الأوطانِ!!
(2)
عينـاكِ وسِـرٌّ بينهُـما
وفُضولٌ يحرِقُ شرياني
أ مُـؤامَـرَةٌ ما بيْنَهُـما؟
أمْ تَسْـلِيَةٌ للسُّـلطانِ!؟
رفضٌ ذاكَ؟ أمِ اسْتِسْلامٌ
أمْ بَـرْدٌ رغمَ الغَـليانِ!؟
عينـاكِ وشيءٌ يَجـذِبني وأكـادُ أغـادِرُ أجفاني!!
(3)
عـيناكِ وخـوفي إنَّهما
ربَّـانِ لِجِنسِ الأشجانِ!
ميلادُ الحزنِ بأمْـرِهِما
وكذلكَ موتُ الأحزانِ!
عيـناكِ تُشِعَّانِ يقيـنًا
كيقيـنِ تُلاةِ القُـرْآنِ
عَبَثٌ خوفي كيفَ سأعْمَى عنْ لمْحِ ضِياءِ الإيمانِ؟!
(4)
عيْناكِ تَقومانِ بِرَسْمي
في أخطَرِ أخطرِ ألواني
وتَخُطَّانِ لِرأسِي تاجًـا
أثْمنَ منْ كلِّ التيـجانِ
وتزيدانِ لِحَجْمِي جَبَلاً
يُعطيني أثقَـلَ أوزاني
عيناكِ إذا حَوَتا وجهي أحْسَسْتُ العالَمَ يخشاني!
(5)
عينـاكِ الآنَ تقـولانِ
بعـذوبَةِ نارِ الشيطانِ
وحلاوَةِ جَلْدِ القرصانِ
وصُعـوبَةِ كلِّ الأديانِ
عَيناكِ الآنَ تُريـداني
وتبُوحانِ بلا كِتمـانِ
عـيناكِ الآنَ تُشِعَّانِ إذعانًا بعـدَ الإذعـانِ!!
(6)
عيناكِ مَـرايا وِجداني
يلْمَعُ بَرْقُـهُما فأراني!
فأقرِّرُ غَزوَ مـرايايَ!
وأقـرِّرُ فتْـحَ النيرانِ
وأقـرِّرُ لَثْـمَ الأجفانِ
وأقَـرِّرُ مَزْجَ الألوانِ
هلْ شئٌ يجْعلني رجُلاً إلا هاتـانِ العـينانِ؟!
ولفوت "أشعار من نار"
السبت 15/2/1986
ويتبع>>>>: عـيناكِ! "ب"
واقرأ أيضاً:
خَـلاص!1 / قراءةٌ قديمةٌ في سفر الحب الصالحِ / الشاطِئُ العاري! / كلمتان من النار!