عـيناكِ! "ب"
عـيْناكِ!"أ"
(1)
تَتَـعَجَّـبُ ليلَى وتُعـاني
منْ صمتي هذا الصِبياني
أتُراني لا أحْسِنُ غَـزَلاً؟ واللفْظُ الشاعِرُ أوطاني!؟
تَسْـتَغْرِبٌ ليلى أحوالي
أفلا تُعْجِبُني العـيْنانِ؟
أَوَ سِيمْفونِيَّةُ عينـيها لمْ تُشْعِـلْ جذْوَةَ ألحاني!؟
(2)
يا ذاتَ العينينِ الكَنْزينِ بقلبِ جيوشِ الرُّمَّانِ
إنَّ لعـيْـنيكِ روايــاتٍ وبُكـائــيَّـاتٍ ومـعــاني
إنَّ لعـينيكِ حَضاراتٍ أقدَمَ منْ حَضَرِ الرومانِ
عيـناكِ أيا لـيْلَى حِــقـبٌ تـتغَـيَّرُ بينَ الأزمانِ!
(3)
عيـناكِ بأصْـلِ الأزمانِ
للسِّحْـرِ البَيـِّنِ رمْزانِ
عيناكِ كما التاريخُ رَوي
بحـرانِ عديما الشُّطْآنِ!
ومنابِـعُ كَنـزٍ مسحـورٍ
للألحـانِ وللمَـرْجانِ
عيـناكِ بتاريخِ الدنيا
نَجْـمانِ بليلِ السَّـهْـرانِ
معْـصومـانِ وخَطَّـاءانِ
شُـرطِيَّـانِ وجـاسوسانِ
صِـدِّيقـانِ وكَـذَّابـانِ!!
قِـدِّيسـانِ وسَحَّـارانِ!!
عيناكِ كما العـلمُ أتـاني
كانا للفاتِـحِ والبـاني
وخليجينِ بغـيرِ صخورٍ
لإراحَةِ سُفُنِ السلـطانِ
يأتيكِ مليكٌ من تعَـبٍ
ليعـودَ بكأسَـي حنـانِ!
ويَرُدُّ بما يسْتخرِجُ منْ
مَرجانِ الغَـزلِ الفَـتَّانِ
(4)
عيـناكِ الآنَ تَغَـيــَّرَتـا لجُــذورٍ بعـدَ الأغْـــصانِ
ما عادتْ عيناكِ مَحَطًّا لسيوفِ الملكِ الولهانِ
قد كانَ السلطانُ قديمًا وشْمًا بجبينِ الأكوانِ
خـارِجَ عينـيكِ وداخِـلهـا يحْـيـا بَـرَّاقَ التـيـجانِ
لـكـنَّ الآنَ بـدونـِهِــما يَتـَغَـيّـَر وضْـعُ الـمـيزانِ!
(5)
حينَ يصيرُ الكونُ مكانًا
لا شِبْـرَ عليهِ لإنسـانِ
حينَ يصيرُ الصبحُ دُخانًا
بالكرهِ الأسوَدِ يلقـاني!
حينَ يجئُ الليلُ بلا نومٍ
قلِقًـا عِـربيدَ الألوانِ
أحْمَرُ أصفرُ أزرقُ أشهَبُ /
أخضرُ ذرِّي شيطاني!
حينَ يصيرُ العالَمُ مهْزَلَةً
أتْـفَهَ ما تحويهِ كِياني
حينَ أكونُ وما يرعِبُني:
أني أخشى أنْ أنساني
فأفَتِّـشُ في وجهي وَجِلاً
عنْ شَئٍ ضِدَّ النسيانِ
فأراهُ غريبًا مفقـودًا
بينَ مَـداراتِ الغَـثَـيانِ
فأجَـرِّبُ مِـرآةً أخـرى
فإذا وجهي وجْـهٌ ثـانِ!
حينَ يصيرُ الواحِـدُ رملاً
وسْـطَ مِـياهِ الطُّـــوفانِ!!
أنا لستُ أريدُ فُتونًا أو
أسحارًا بينَ الأجفانِ
لكنْ أحْـتـاجُ لِـمـرآةٍ لو
أنـظُرُ فيها ألـقـاني!
أحتـاجُ لــمِـرآةٍ أنـثَـي: أتحَسَّسُ فيها وِجداني!!
تـرسُمُ لو حتى شَـخْبَطَـةً
للـرجُلِ الشاغِـلِ شرياني
هـلْ شئٌ يرسُمُني رجلاً
إلا هــاتــانِ العَـــيْنــانِ!!!!
(6)
عـيناكِ الآنَ تغَـيَّرَتا
حَـوَتا ما فوقَ الفَتانِ
عيناكِ الآنَ لأنهما إثبـاتُ وجـودٍ بزمانِ
عيناكِ الآنَ تَقَمَّـصتا
دورَ الناطِقِ بالفَرَمانِ
جاءَ إلي الدنيا رجلٌ!
فعلاً قدْ جاءَ ومنذُ ثواني
عينـاكِ شهادَةُ ميلادٍ
للمولودِ وتصْديقانِ
هل يمكنُ أنْ أنطِقَ مولودًا
لمْ تسمعْ شيئًا آذاني!!
كيفَ أقولُ الساعةَ غَزَلاً
وأنا أسْتَوْثِـقُ منْ آني!
كيفَ أقومُ بدَوْرِ الحاكي
وأنا لم تُشْحَنْ أركـاني
أنا لستُ مسيـحًا مُعـجِــــزَةً!!
كي ينطِقَ في المهْـدِ لساني
(7)
تغمِضُ في أسَفٍ عينيها:
أنْـكَمِشُ وتهْوِي أوزاني
تفـتَحُ في مَـلَلٍ عينيْها:
وتقولُ بصوتٍ نـدمانِ:
أنتَ مـريـضٌ أو مـوهــومٌ!!
تَـتَمَيَّعُ طِينـةُ ألـواني
تتـرُكني ليلى مَشْدوهًـا
أدخلُ في آخـرِ أكفـاني
(8)
فـَلْتَبْحَـثْ ليلـى...
عنْ ليـلى!!
لِـتـقـومَ بـدَورِ القُـرْصـانِ!!
ولفوت "أشعار من نار"
فبراير/1986
واقرأ أيضاً:
كلمتان من النار! / عـيْناكِ!"أ" / عَـانِقيني!! / أنـا أُنثي!!