البشرية تمر بمراحل ذات سلوكيات غابية متوحشة شرسة تباد فيها الملايين، والتأريخ فيه شواهد قريبة وبعيدة، هدفها الإبادة العرقية العنصرية الطائفية وغيرها.
وفي القرن العشرين اتخذت قناع الحروب البشعة المتوجة بحربين عالميتين، وبحروب مدمرة متفرقة وبعضها اتخذ سلوك التطهير المروع للبشر.
ولا تزال نزعات البشر لإبادة البشر تنطلق وتتأكد في العديد من المجتمعات، ولا يمنعها دين أو رادع أخلاقي وعقائدي، بل أنها تجد فيها ما يسوغ القيام بها.
وبرغم التقدم الهائل الذي حققته البشرية، لا تزال تلك النزعة السلوكية الفاعلة فيها تتحرك وتسعى نحو التعبير الأشرس عن مآربها.
ويبدو أن العالم يتحرك نحو ما سيتسبب بمحق مروع للبشر، يتفوق على ما حصل في جنوب وشمال أمريكا وأستراليا في القرون السابقة، ذلك أن الخسائر والإبادات ستكون بليونية وليست مليونية، وهذا ما تشير إليه مسيرة النفس البشرية وتطلعاتها الدامية السيئة.
فالنفوس هي الشياطين الفاعلة في البشر، ولا شيطان إلا النفس الأمارة بالسوء.
ولا يمكن تفسير هذه النزعة بسهولة، لكنها متكررة وفاعلة فوق التراب منذ الأزل، وربما لإرادة الأرض دورها وتأثيرها.
كما أن للمعتقدات والتحزبات والفئويات فاعليتها الكبيرة في رسم سلوكيات الإبادات الجماعية، وإطلاق التوحش الكامن فينا.
ولا يُعرف متى ستنطلق مسيرة إراقة الأرواح بالجملة، غير أنها تلوح في أفق الأيام، ومن المحتمل أنها ستكون في ظرف عقد من الزمان.
فهل ستنجو البشرية من إبادة نفسها بنفسها؟
إنها قراءة قاسية والتأريخ فيه ما هو أقسى وأفظع، وما قام به البشر في الماضي سيكرره في الحاضر والمستقبل، وتلك سنة الحياة ومنهج الدوران ومشوار البقاء الكرار!!
واقرأ أيضاً:
ولكن.. في كل الأماكن!! / التجارة والشطارة!!