الجـبانةُ!!
(1)
كانَ البدْرُ بـلا بَصَماتِ
كانَ مريضًا كالنجْـماتِ
مُـلتَفًّـا بوشاحٍ أسودْ!
مُنْكَمِـشًا كرُفاتِ رفاتِ!
كانَ الكونُ يَغـُطُّ ويَهذي
ويُؤنِّـبُ كلَّ الضَّحِـكاتِ
كانَ يُغَـيِّرُ بعضَ الكذبِ
ليُصَـدِّقَ كلَّ الكَـذِباتِ!
(2)
وأنا كنتُ فـتًى مشبوبًا!
في العشرينَ وكنتِ فتاتي
جئتِ إليَّ لَثمـتِ ضَحِكتِ
وتراقَصْتِ على نبضاتي
فأدَرْتُ حَـواليكِ ذِرَاعَي
وتَجَـرَّدْتِ على هَمَساتي
ونَظَرْتِ إليَّ بلا خُبْـثٍ!
أو خوفٍ بينَ النظـراتِ
قَبَّـلْتُـكِ لمْ أترُكْ شِبرًا
إلا ثَـمِلاً منْ قُبُـلاتي
وحَمَلْتُكِ ما بينَ ذِراعَي
ولَعَقْتُ نقوشَ الحَلَماتِ
فَفَكَكْتُ جميعَ رموزِهما
وفَرَدْتُـكِ بينَ اللثَماتِ
(3)
أوصَدْتُ القُفْلَ على عَجَلٍ
وقَـلبْتُ رفوفَ ثقافاتي!
لأشُـدَّ مُعَـدَّاتِ نبـيذي؛
منْ خلفِ كتابِ الصَّلَواتِ!!
قَدَّمتُ الكأسَ فلمْ تَرْضَي
ورميْتُ هنـالِكَ كاساتي
قَـبَّلْتُكِ ثمَّ شـربتُ بلا
كأسٍ!! سُحْقًا للعاداتِ
أفعَمتُ الرِّئتينِ نبيـذًا؛
فرأيْتُكِ أشْهَى الحاناتِ!
(4)
ورقَدْتُ على ظهرِي ثَمِلاً
ورفَعْـتُكِ فوقَ جُزيْئاتي
وتركتُ لنارِكِ أنْ تكْوِي!
وترَكْتُ لخَمْرِكِ قُـوَّاتي
سيَّدَةَ الموقفِ أصبحتِ!!
ولْتَسْقُطْ كلُّ شِعـاراتي!!
(5)
آنِسَتي! فلماذا انْهالتْ
فوقِي آلافُ اللـعَـناتِ
قدْ كنتُ أريدُكِ مالِكَـةً
للـدَّفَّةِ بينَ المَـوْجاتِ
ما زلتِ برغمِكِ قاصِرَةً
ما زلتِ برغمِ حَماقاتي!
(6)
حَسَنًا فاسْتَعْصَرْتُ كفوفي
وأذَقـتُكِ مُرَّ اللطَـماتِ!
فإذاها أسْرَعُ منْ قُـبَلي!
ترْميـكِ ببحْرِ اللـذَّاتِ!!
فـقَلَبْتُ لِلَـدْغٍ لمَساتي!
وقَـلَبْتُ لِعَضٍّ لَعَـقاتي!
وإذا اللونُ الوَرْدِي دَمٌ!!
وإذا اللونُ يروحُ وياتي
وإذا بي أصبحُ بُـندولاً!
يرقُصُ ما بينَ الرَّقصاتِ
(7)
كنتُ كثيرَ العَبَثِ غبيًّـا!
لمْ أدرِكْ خَطَرَ الحَرَكـاتِ
وسَمِعْنا في الخارِجِ رعْدًا
ورياحًا شَبْقَى الصَّدماتِ
وملائِكـةً تغْـلي غَيظًا!
تنبشُ قبرَ المحْفوظاتِ:
هذا إثمٌ!! هذا إثـمٌ!!
ويْـلَكُمـا مِنْ بَعْدِ ممَاتِ!!
فصَرَختُ بكاملِ أحبالي:
سُحْقًا لجميعِ الوَيْـلاتِ
السَّاعَةَ أفعَلُ ما أهوَى
وجَحِيمًـا للمُعْـتقداتِ!
لكنَّكِ يا أسَفي!! نَجَحُوا
في قَتْلِكِ بالتَّحْـريماتِ
فإذاكِ سرابٌ مـخدوعٌ
يَسْتجْدي بينَ الأمواتِ!
وإذاي وحيدٌ في فرشي
لمْ أمسِكْ غيرَ وِساداتي!
(8)
آلَـمَني جدًّا أنْ أصحو
منْ نومِي صِفرُ الرَّاحاتِ
آلَـمَني جُبْنُـكِ لكـني؛
أدَّبـْتُكِ بينَ مُـلاءاتي!
ولفوت "أشعار من نار"
الاثنين 20/1/1986
واقرأ أيضاً:
أريـدُكِ فوقي!! / عاجلٌ إلى كاتِمةٍ بنتُ مكتومةٍ! / لابـدَّ تعودينْ / !!الثأْرُ!!