البَـدْءُ أنـتِ!
(1)
شُـدِّي اخْلَعي/ اغْتَسِلي ارْكَعي
انْتَثِري عَلَيْ
وتَعَـمَّـدي بعطورِ نهري الكَوْثرِي
وتَبَـرَّئي وتَحَرَّري إني نَـبي!
ونَبِــيَّـــةً أصبحتِ لا شكٌّ لَـدَي
صُبِّي خمورَكِ واسْقِني لا تفزعي
فالخمرُ حَلَّلَـها لنا الدينُ الفَتِي!
هيا اسْطَعي وتلألئي
يا نجمةً لمَّـاحَةً
في أفقِ ديجورٍ غَبِيْ
أنا هارِبٌ من داخلي من خارجي
من كلِّ قيدٍ هاربٌ منْ كلِّ شَـيْ
أنا عاشِقٌ حتى النهايَةِ عاشقٌ
أنا عاشقٌ فيكِ المُسالِمَ والأبِيْ
(2)
ليستْ تُهِـمُّ طهارةٌ أبدًا ولا
يهتمُّ تاريخي بتاريخٍ سَوِي!
ليستْ تهمُّ قـذارةٌ! من عِـفَّـةٍ!!
فجميعها حلقاتُ حبْلٍ لَوْلَبِي
أنا لا أريدُكِ شُعْـلةً
لمْ تشتعِلْ من قبلُ لمْ
يسْجُـدْ لها اللهَبُ العَـتِيْ
أنا لا أريدُ أكونُ أوَّلَ مالِكٍ
أو آخِرَ المُلاَّكِ للكَنزِ الشَّهِي
أنا لا أريدُ النهدَ غِـرًّا
لا ولا أرضى لهُ
سجنَ الرداءِ المُخْمَلِيْ
أنا لا أريدُكِ عُـمْلَةً
ما اسْتُعْمِلتْ!!!
أنا لا أريدُكِ تذبلينَ على يَديْ
لكنْ أريدكِ تؤمنينَ بأنَّ لي
نهْجًا بفنِّ الحبِّ
مقصورًا عليْ
وأريدُ خَصْرَكِ أنْ يُحِسَّ لقبضتي
طعمًا يُحَطِّمُ كلَّ طعمٍ آدَمِـيْ!!
وأريدُ نهدَكِ صارخًا في راحتي
حطَّمتَ كل الذكرياتِ بحَلْمَتَـيْ
فآراكِ أغنيةً بآذانِ البشرْ
لمْ تعتنقْ إلا عبادَةَ مسْمَـعَيْ
وأراكِ عاصِفةً تهزُّ مدينتي
وتلوكُ صَرْحَ/
الثَّرْثراتِ السَّرمَدِيْ
لكنها ليستْ تُحِسُّ بعَـصْفِها
إنْ لمْ يكـنْ
عَصْفًا يُـحَدُّ بِمِنكَبَـيْ!
(3)
تاريخكِ المجنونُ لبسَ يهُمُّني
وحكايَةُ الإلحادِ والدربِ الشَّقِيْ
ومدينةُ الرفضِ الكبيرِ! مدينتي!
منْ رفضِها
يقتاتُ إصراري الشَّجِيْ
أنا لا أريدُ تَغَـيُّـرًا
عن ما مضى!
أنا لا أريـدُكِ تُسْجنينَ بمُقْـلَتَيْ
أنا لا أريـدُكِ تفضحينَ مُكَتَّمًا
أو تخلَعينَ مُتَوَّجًـا
سَعْـيًـا إليْ
أهـواكِ إذْ أهـواكِ وضْعًا أوحَـدًا
إنْ صَحَّ أو ما صَحَّ!!
فهوَ العَـبْقَـرِيْ
فالبـدْءُ أنتِ ومن جبينِكِ أحْتَسي:
فكري وآرائي
ودُستوري النَّـقِي!
ولفوت "أشعار من نار"
يناير /1986
واقرأ أيضاً:
عاجلٌ إلى كاتِمةٍ بنتُ مكتومةٍ! / لابـدَّ تعودينْ / !!الثأْرُ!! / الجـبانةُ!!