لكي تكتب عليك أن تشرب من نور الشمس، وأن يتحقق الإشراق في دنياك لكي تنير ما حولك بالكلمات، أما عندما تكون الأعماق دامسة الظلام فأنها ستنضح عتما ودجى.
أي أنها ستساهم في زيادة تخبط الناس وفقدانها لبوصلة خطواتها وانعدام خارطة الطريق.
والكثير من الكتابات مدونة بمداد السوداوية واليأس العارم، وكأنها تريد إطفاء أنوار النفوس البشرية، ودفعها للسقوط في متاهات الدواجي الخائبات.
لماذا تكتب الأقلام بمداد الظلام؟
لماذا لا تمتلك دواة ضياء؟
أسئلة من الصعب الإجابة عليها، والمطلوب من أي كاتب أن يسألها لنفسه، قبل الشروع بالكتابة، فإذا وجد نفسه يغرف من الظلام فعليه أن يكسر قلمه ولا يساهم في قهر القراء.
أما الكتابة بدواة الضياء فتحتاج إلى مثابرة وجد واجتهاد وتحدي وإصرار، وإرادة قادرة على اختراق المصدات والتفاعل الجاد مع المستقبل بإيمان مطلق ومقتدر على تحقيق المراد.
الكتابة بمداد النور معركة حامية بين الخير والشر، بين الطيب والخبيث، وقد ينزف أصحابها فلذات أعماقهم، أو يهدرون أرواحهم، لأن قوى الظلام لا ترحم، وإن تسلطت وامتلكت مصادر القوة المادية، فأنها ستمحق ما حولها وتبيد من يرميها بشعاع ضياء، لأنها تريد بشرا أعمى، وخطى متعثرة، فلا تعرف غير صوتها، وتمضي على إيقاع خطواتها، وحبل تواصلها معها الذي يأخذها إلى حفر الوقيعة والهلاك.
فهل نكتب أم لا نكتب؟
إن الظلام لا يدوم، والنور يخترق أكداس الدواجي ويبدد كتل العتمة والظلمة بسرعة، فالضوء هو الأسرع والظلام أبطأ وأضعف.
وإن النور عميم والظلام سقيم!!
واقرأ أيضاً:
العقل المتوحل باللامعقول!! / البنى التحتية والمشاريع المستقبلية!!