انتِـحارٌ!
(1)
الآنَ تَسْتجـدينَ حُـبَّ صَديقي!
تُلقــيـنَ حُـبَّـكِ سمـعَ أي رفيـقِ
ليعـودَ مُنكَـسِرًا يذيقُـكِ رجْـعُــهُ؛
إحساسَ منْ سارتْ بغـيرِ طريقِ
أصبحتِ كاسِدَةً بسُـوقِ رقـيق ِ
يا نجمةً طَـلَـعَـتْ بغـيـرِ بــريـقِ!
(2)
تَـتَعَطَّـرينَ وتُمْـعِـنيــنَ تَخَـيُّـرًا
في وضْـعِ كلِّ مُوَسَّـمٍ وأنيـق ِ
لكنَّ حسْنَكِ لا يُحَـسُّ ولا يُرَى
إلا كَــطَـيْـرٍ مَــيِّـتِ التَّـحْـلــيــقِ!
تَبْـدينَ تـافِـهـةً بمـقـياسِ البـشـرْ
وأحِـسُّ فيـكِ مَـرارَةَ التَّمـزيـقِ
وأحسُّ أنكِ رغـمَ عمرِ فراقِـنـا
ذاتٌ مُـكبَّـلــةٌ بنفسِ حــريــقي
(3)
أشعـلتِ أنتِ النارَ فيما ضَـمَّنا
ألقـــيْــتِـهِ لِمُـعَـــربِـدٍ زِنْــديــقِ!
مَـلَّـكْــتِــهِ للعِــنـدِ قــرَّرَ شَـنْـــقَــهُ
ونَصَبتِ أنتِ مشانِقَ التَّعليقِ
وتركتِني للشَّكِّ يبصُقُ في دمي
ويُخِيفُـني من زَفْـرتي وشـهـيـقي
وأضَعـتِ أنتِ الذاتَ مِــتِّ تفاهةً
وفَــقَـدتِ حتى قُـدرةَ التَّــفـريـــقِ
(4)
أنتِ انتَحَرتِ أنا اسْتحالتْ ميْتـتي
عَمْــيـاءُ أنتِ وبـلْـوَتي تَحْـديــقي
أنتِ انتَهيْتِ وفي النهـايـَةِ راحـةٌ
وعلي النهايَةِ جُبْتُ كلَّ سَحيق ِ
وكأنني والحـبُّ كنـتُ ذبـيـحَةً!
وَمُـناي حبلٌ في مِنَى التَّشْريق ِ
ولفوت "أشعار طالب أسود"
الأحد 7/7/1985
واقرأ أيضاً:
البَـدْءُ أنـتِ! / خبزٌ وشتاءٌ وبَغاءْ! / مُجَسَّـمَةُ القميصِ! / أنتظِـرُ!!